عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-02, 10:56 am   رقم المشاركة : 8
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

هذه مقالة لأحد أبرز تلامذته وهو العلامة عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الاسلامي حفظه الله : ونظرا لبراعتها والعاطفة الجياشة الملحوظة في أسلوبه ونظرا لأنه أحد المقربين اليه للغاية ومن أكثر من يجالس محمود شاكر أحببت أن أنقلها بتمامها وإن شق ذلك علي فهي مفيدة جدا وهي منشورة في مجلة الادب الاسلامي عدد (16) بتاريخ 1418هـ....

د.عبد القدوس أبو صالح:

كانت النية متجهة إلى إصدار ملف خاص عن شيخ العربية وفارس التراث الشيخ محمود شاكر، ثم رأينا أن من حق الشيخ على مجلة الأدب الإسلامي أن تصدر عنه هذا العدد الخاص، وفاءً بحقه على هذه الأمة، وإسهاماً في رفع الحيف الذي أصابه، في شتى مراحل حياته، وتعريفاً للأجيال بهذه القمة الشامخة، وبهذا الفارس الأخير الذي سقط «تحت راية القرآن» وفي حومة الدفاع عن مقومات هذه الأمة وأصالتها، وقرآنها وفصحاها وتراثها، وهويتها الإسلامية، التي ضاعت الأمة بعد أن أضاعتها. وأردنا بهذا العدد أن تجد الأجيال في الأستاذ محمود شاكر قدوة لها في عزمه وتصميمه، وفي إعداد نفسه وتثقيفها، وفي صبره على تحصيل العلم، وثباته في الدفاع عما يؤمن به، وفي المنهج الذي رأى فيه خلاصاً للأمة، وطريقاً لخروجها من التيه، الذي دونه تيه بني إسرائيل. ونقول للمخلصين من رجال هذه الأمة، سواء فيهم من عرف الشيخ محمود شاكر حق المعرفة فأحبه، أو من لم يصبر عليه فجافاه، أو من كان بعيداً عنه وعن كتاباته فحكم عليه دون معرفة وتبصر..، نقول لهؤلاء جميعاً: لقد ظُلم الشيخ محمود شاكر من كثير من الحكام والناس، وكانت ردة الفعل الة ضد الظلم، مع قسوة الظروف عليه، أن قسا على نفسه وذويه ومحبيه، قبل أن يقسو على غيرهم، وقد صار الرجل إلى ربه بعد أن ترك لأمته منهجاً يقوم على العودة إلى التراث، وعلى التمسك بلغة القرآن، وأدب العربية الأصيل، في شعره الجاهلي وما بعد الجاهلي، ليكون من ذلك كله درع تصّد عن الأمة تيار التغريب الجارف الذي ضيع هوية الأمة، بالتقليد الأعمى لكل ما لدى الغرب. وقد ترك الشيخ منهجه بعد أن أقام له المعالم والصوى، وظل هذا المنهج محتاجاً إلى التقعيد الذي ينبغي أن يُستَظْهَر من مقالات الشيخ ومؤلفاته كلها، وما أجدر طلاب الشيخ وأصحابه أن يقوموا بذلك، وما أجدر الجامعات بأن تسهم في ذلك من خلال الرسائل الجامعية والندوات الأدبية. وأردنا من هذا العدد الخاص، أن يعرف الناس فرادة الشيخ في المجالات العديدة التي أجاد فيها، سواء في مجال التحقيق، الذي كان صاحب منهج منفرد فيه، أم في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، أم في مجال الإبداع الذي بلغ ذروة العطاء في ملحمة «القوس العذراء» التي قال فيها الناقد الكبير الدكتور إحسان عباس: «لا ريب عندي في أن الشعر الحديث قد ضل كثيراً حين لم يهتد إلى (القوس العذراء) وأن الناقد الحديث كان يعشو إلى أضواء خادعة حين انقاد وراء التأثر بشعر أجنبي ورموز غريبة، ولم يستطع أن يكتشف أدواته في التراث كما فعلت القوس العذراء». ومن هنا، وفي سبيل استكمال صورة الشيخ في عطائه المتنوع ومنهجه الأصيل، أبحنا لأنفسنا أن ننشر بعض ما سبق نشره في الكتاب الذي أصدره تلامذة الشيخ وأصحابه بمناسبة بلوغه السبعين من عمره بعنوان «دراسات عربية وإسلامية»، كما نشرنا ملحمة (القوس العذراء) بين يدي الدراسات التي كتبت عنها، حتى تكون تلك الملحمة الرائعة بين أيدي الناس إذ لم يكتب لها الانتشار والذيوع. وأخيراً فما أجدر المملكة العربية السعودية التي أحبها الشيخ وأحبته وكرمته، بمنحه جائزة الملك فيصل، والتي رعاه أولو الأمر فيها بأن تعيد نشر مؤلفات الشيخ محمود شاكر كاملة، على نسق ما يعرف بالأعمال الكاملة، وأن تضم إلى هذه المؤلفات مقالاته المتناثرة في عدد من الصحف والمجلات، ثم أن تقيم له ندوة عالمية حتى تعرف الأجيال من هو محمود شاكر... فقد كان الرجل يؤثر الصمت والعزلة، وكانت وسائل الإعلام المتحيزة تحاول التعتيم عليه في غفلة من الزمان. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).