الموضوع: الثقة فى الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-16, 09:51 pm   رقم المشاركة : 1
ابراهيم عثمان
عضو






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابراهيم عثمان غير متواجد حالياً
الثقة فى الله


الذي يخاف على أولاده من بعده، ويخشى عليهم أن يتعبوا أو يجوعوا أو لا يجدوا موضعاً يسكنون فيه، ولا أموالاً للزواج، ولا عمل يتكسبون منه، ماذا يفعل يا ربّ؟
لا يوجد هيئة تأمين ومعاشات والتأمين على الحياة، لكن واهب الحياة وصانع الحياة ومدبر أمور الحياة قال للمؤمنين الذين يحرصون على أبنائهم بعد انتقالهم من هذه الحياة:
( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ )
ماذا يفعلون يا رب؟
( فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً ) (9النساء).
أمرين اثنين: يتقوا الله عزَّ وجلَّ، ويقولوا الأقوال السديدة التي تسدد لهم في خانات حسناتهم وفي صحف إيمانهم، حتى تنتفع بها ذرياتهم بعد مماتهم
إذاً الأمر يا إخواني على عكس ما يقول الناس، فالذي ينفع الأبناء على التحقيق ليست وديعة البنوك، ولكن الوديعة التي ادخرتها عند ملك الملوك عزَّ وجلَّ، حتى أن الله سخر نبيًّا من أولي العزم، ووليًّا من كمل الأولياء، من أجل بناء الجدار، فالولي يبني ومعه المسطرين، والنبي يصنع المونة ويناولها له، ويناول معها الطوب لهذا الولي، مع أن هذه البلدة لم يَدْعهم أحد من أهلها حتى لشربة ماء أو فنجان قهوة أو كوب شاي، ولما قال سيدنا موسى: كيف نعمل لأناس لم يضيّفنا منهم أحد؟ أجابه: نحن مكلفين بهذا العمل من الله لأجل هذين الغلامين،
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا ) (82الكهف)،
أبوهم هذا كان الجد السابع وليس الأب المباشر ولا الذي بعده، ولكن الجد السابع كان صالحاً فنفع الله به ذريته من بعده، وسخر لهم رسولاً وولياً ليقيما الجدار وليحفظ هذا الكنز حتى يبلغ الصبيان، فضلاً من الله عزَّ وجلَّ ونعمة يا جماعة المؤمنين.
فسيدنا إبراهيم علّمنا هذا الدرس؛ بأننا ندعوا لهم بالصلاح، ونهتم في أمرهم بأمر الله ونسوقهم إلى الطاعات، ونعرفهم التشريعات، ونبيِّن لهم أحكام كتاب الله، ونوضح لهم سنة سيدنا ومولانا رسول الله، ثم نطمئن إلى أن عناية الله لن تتخلف عنهم طرفة عين.


http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...6%D8%AD%D9%89/

منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الحج وعيد الأضحى} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً











رد مع اقتباس