عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-11, 09:55 pm   رقم المشاركة : 53
أبو دجانة
عضو مميز
 
الصورة الرمزية أبو دجانة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبو دجانة غير متواجد حالياً

كلما نظرت - لكني أنا الإنسان - ما ذا لو خُيّرت
تلك الكلمات هى محور موضوعك الجميل بندر
فكلما نظرت أيها الإنسان وتدبرت الكون من حولك وما يحتويه من مخلوقات "سُخرت لك" طوعاً وكرهاً يعتريك إحساس مملوء بقوة المسيطر وعظمة الخلقة والقدرة والتى تجسدت فى "لكنّى أنا الإنسان" ولكنها هى هى نفسها الكلمات التى أوردت العقل فى مكانه وحجمه الطبيعى ألا هو المحدودية المكانية والتى ترتب عليها محدودية القدرة، فلو كان ذلك المستعظم خلقته وقدرته يملك الكثير من العلم لما إختار لنفسه أى موضع إختيار لمحدودية علمه وهو بجهله الذى إختار حمل الأمانة التى أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وعجباً عجباً أننا "إختارنا حملها" على ضعفنا مقارنة بالسموات والأرض والجبال، أليس بعد أن نتدبر هذا المثال البسيط الذى ضربه الله لنا أن نستشعر جهلنا ومحدودية قدرتنا وسهولة غوايتنا وإحتمالية الخطأ فى الإختيار واردة بقوة فى كل موضع إختيار قد نختبر فيه.
بعد مثال الأمانة القرآنى أحري بالإنسان ألا يأخذ المبادرة بالإختيار بل لو خير على أن يخير أو يسير لفضلت أن نسير ولا نخير حتى لا تقام علينا الحجة بسوء إختيارنا.
أول من إعترض كان الشيطان الرجيم وإعترض على امر آلهى بالسجود لمن حسبه الجاهل الأول "الشيطان" أنه أفضل منه خلقة وأقوى منه، ولكأنى فى ذلك الموضوع أستشعر أن الشيطان فكر بنفس طريقة "كلما نظرت إلى الحشرة الحقيرة" التى أوردتها على راس موضوعك الجميل.
الشيطان أستعظم خلقته وأستحقر خلقة آدم فضل وعصى أمر ربه بل بسبب ذلك الذنب القبيح تربص بآدم وبنيه وأقسم بعظمة ربه ليغوينهم جميعاً إن قدر على ذلك، ومصيره النار خالداً فيها كما أخبرنا رب العزة.
فهل بعد تلك القصة والامثلة السابقة يمكن أن ننخدع بفلتات عقلية ونقول ماذا لو خيرنا؟!
أنا هنا أعتقد أنه لا ينبغى أن نترك الامر للعقل فى التفكير دون لجام يلجمه ويذهب حيث ذهب المعترض الاول، ما فى شئ حولنا إلا ويدل على ضعفنا وليس على قوتنا، ويثبت جهلنا حتى وإن ظننا أننا قد قدرنا على الدنيا ببعض ما أوتينا من علم.
نحن خلق عظيم خلقنا الله ونفخ فينا من روحه وأوتينا علم لم يؤتى للملائكة أنفسهم "قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة : 33]"
حتى الملائكة تميزنا عنهم ببعض من العلم وتميزنا عنهم أن لنا جنان وأنهار وحور عين إن وفقنا الله لحسن العبادة وهدانا لصراطه المستقيم وإعتصمنا به حتى نلقاه.
والملائكة تميزت عنا أنها ليست من أهل النار لأنهم مجبلون على الطاعة وفقط ولا يعصون الله ما أمرهم.
نحن لا نختار دون أن نستشير ونسأل حتى لا نضل، والله وحده هو الذى عنده مطلق العلم ومطلق القدرة لذلك إن خيرنا فإننا ندعوه أن يختار لنا الأفضل من مواضع الإختيار وذلك إعترافاً منا بأننا لا نختار إن خيرنا ولكن نترك الأمر لخالقنا ومدبر حالنا ومسير امورنا ثم نحمد الله متيقنين ومستسلمين ومسلمين بأن الله لا ياتى إلا بخير.
بندر جميل موضوعك جميل أسلوبك حاضر ذهنك.
أتمنى أن أكون قد أصبت مضمون الفكرة وليس فقط قشرتها وسامحنى إن أخطأت المضمون ولم أتعدى بردى مستوى القشور من الحروف.







التوقيع

[flash=http://dc16.arabsh.com/i/02449/v64s6n1it2di.swf]WIDTH=350 HEIGHT=100[/flash]

رد مع اقتباس