عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , اسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَعَسَلٌ ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ بَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ ، فَسَكَتَ وَمَا سَكَتُوا ، ثُمَّ عَادَ فَبَكَى حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لا يَقْدِرُوا عَلَى مُسَاءَلَتِهِ ، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَأَفَاقَ ، فَقَالُوا : مَا هَاجَكَ عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ ؟ قَالَ : ( كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَعَلَ يَدْفَعُ عَنْهُ شَيْئًا ، وَيَقُولُ : " إِلَيْكَ عَنِّي ، إِلَيْكَ عَنِّي " ، وَلَمْ أَرَ مَعَهُ أَحَدًا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَاكَ تَدْفَعُ عَنْكَ شَيْئًا وَلا أَرَى مَعَكَ أَحَدًا ؟ قَالَ : " هَذِهِ الدُّنْيَا تَمَثَّلَتْ لِي بِمَا فِيهَا ، فَقُلْتُ لَهَا : إِلَيْكِ عَنِّي ، فُتَنَحَّتْ ، وَقَالَتْ : أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ انْفَلَتَّ مِنِّي لا يَنْفَلِتُ مَنْ بَعْدَكَ ) " ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ لَحِقَتْنِي ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي .