عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-10, 01:58 am   رقم المشاركة : 1
قيدوم
عضو مميز
 
الصورة الرمزية قيدوم






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : قيدوم غير متواجد حالياً
,,, ألا سنين تباع فأشتريها ,,,*


كم عمرك ماما ؟
لاأستطيع أن أتخيل عينيه المكسواتان بالحيرة و الخذلان عندما أجاوبه بلا أدري ياصغيري ..!!
أحسست وكأن السؤال صفعني فاستيقظت من سبات عميق !

يخيفني جداً أن أكبر ،
في ذاكرتي ، مازلت أقف بغرابة عند العمر 20 ، و إن كان عمري مشى سريعاً ،
أغفلت كثيرا السبع سنوات الأخيرة مذ ولادتك يابني,أشعر أني ما زلت فتاة العشرون ..
لكنك بالطبع هو لايشعر بذلك .. !
ربما أدركتُ أنا بعد ذلك السؤال ..!
لا أعرف لماذا العشرون تحديداً ، افكر انه ربما لأن كل ماحدث في حياتي قبل هذا يبدو ممحياً من ذكرياتي وأن عمري يحتسب فقط بالذكريات التي جمعتها ، أو لأنني لسبب أجهله كنت راضية عن نفسي رغم أنه لا يفترض بي ذلك .
أقف عند العشرون وكأنه عمر أبدي لي ، وأني لن أتحرك من خانة هذا الرقم ، كيف بدا لي حينها العالم كبيراً لكنه يختفي في عالمي تدريجياً حتى يتحول إلى بذرة تفاح ، كيف تبدو لي بذرة التفاح جزء صغير من اللون البني في عيني !
كيف تضاءل كل شي حولي ، و أصبح عقلي مركز الكون ، كل مايحدث من رأسي واليه يعود ، أنا “ ريموت كنترول “ العالم !
كيف أنه وقت قصير الذي كنت فيه كذلك ، عدت بعدها لأصبح أنا بذرة التفاح والعالم هو العالم !
أخاف فعلاً أن أكبر ..
أخاف من التجاعيد التي ستظهر في رقبتي ، في وجهي ويدي .أخاف من البقع الغامقة على الكف ،
من العروق التي ستبدو بارزه ومتعبة كأغصان جافة ..أو أن أكون بشعر خفيف وظهر منحني إلى الإمام ..
أو أن أتنفس بصعوبة كلما حركت شيء من مكانه ..اتحسس جسدي مفجوعة !
كل شي ضعف .. تغير ..!
وحياتي السابقه كلها ، تبدو لي حياة شخص آخر ، اراقبها وكأنها لم تكن لي !
وأحياناً تبدو كحلم طويل وغريب ، أحاول أن أستيقظ منه بكل الطرق ولا أستطيع ، أحاول فيه أن أقول لي ، لا تفعلي كذا ، وأفعلي كذا لكني لا أسمعني ، وينتهي حلمي بأن أغرق !
كيف يرعبني أن كل يوم يمر من حياتي لا أستطيع أن امسك بيده قليلاً ،
أقول له تأخر لثانيه واحدة فقط ، كيف أننا محكومون بالزمن !
أحياناً أفكر أن عمري ملايين السنين ، و أحيان عمري لا يتجاوز الثانية ، أولد كل لحظة بطريقتي ..
و بقدر مايرعبني وهم العمر ، بقدر ما أتجرد منه
هل هذه هي الأيام التي قال عنها الله عز وجل (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ؟
نعم هذه هي الأيام نستقبلها بدموعنا وبكائنا وضحكات وفرح من حولنا والتي سنودعها بإذن الله بابتسامتنا فرحين وببكاء وألم من حولنا.
إنها أيام العمر التي ستذهب وتزول كلمح البصر ونحن لا ندري بها
وكما قال زين العابدين :

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا * وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
.
.

أيامنا أوراق تطوى وأعمارناأوراق تسقط فلا تكون أحلامنا وأهدافنا
أوراق تنسى في أدراج أو تتطاير مع خريف العمر

وقفة :

قال تعالى :
( وَالْعَصْر*إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*)

معــاً قبــل تـســاقـط الأوراق
أطال الله في أعمارنا جميعاً على طاعته


تحيتي,,






التوقيع


لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل ..!
رد مع اقتباس