عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-09, 02:12 am   رقم المشاركة : 5
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً




.

.



نام " سامي " على فراشه وأخذ يفكر قليلاً .. وفجـأة فُتح باب الغرفة .. نظر سامي إليه منتظراً من وراءه !! ، وبرقةٍ وهدوء تُطلّ فتاة وسيمة المحيّا ، زرقاء العينين ، شقراء الشعر ، قالت له :
Hi Sami

لم يعرف كيف يرد على تلك الترحيبة البسيطة !! ، اعتدل في جلسته .. ووجّه بصره إليها .. مبتسماً باستغراب .. !! ، اقترَب إلى جانب السرير .. لا يدري هل يقوم ويصافحها أم يكتفي بالرد عليها !! :
سامي : hi … hi !!!

كانت تلك الفتاة ممسكةً بمَسكة الباب بعد أن ألقت التحية ، ولكن يبدو أن الموقف راقها .. اقتربت من سامي ومدت يدها إليه :
How are u ? ( كيف حالك ؟ )
سامي : fine .. fine .. ( بخير .. بخير )
الفتاة : I am Kathrin .. you Sami ? ( أنا كاثرين , وأنت سامي ؟ )
سامي : إيه .. أووو قصدي yes ، yes I am Sami .. ( نعم .. أنا سامي )


ابتسمت كاثرين ابتسامة وضاءة ، بعد أن مدّ يده إليها وصافحها .. لم يكن في علمه أنه في يوم من أيام حياته .. سيُحادث امرأة أجنبية ترتدي ما يسمى بـ( برمودا ) ملائماً لونه للقميص القصير الذي يغطي منكبيها لم يرى ثقافتها وعاداتها إلا في الأفلام أو السينما ، تساءل بداخله : أين هاني ؟! ، يبدو أنه نائم !! ، لالا .. قبل قليل كنت أحادثه .. ! ، وبعثرت أفكاره بقولها :
كاثرين : i am happy to talk with you ( أنا سعيدة للحديث معك )
سامي : I am also ( وأنا أيضاً )
كاثرين : Well, you seem tired Sami .. I'll go now .. Do you want anything ? ( حسناً سامي يبدو أنك مُرهق .. سأذهب الآن .. هل تريد أي شيء ؟ )
سامي : no .. thank you .. ( لا شكراً لكِ )


أغلقت الباب .. بعد أن ألقت عليه تحية بيدها .. تاركة سامي يجُول في كل موضع من فكره وكل موضع من موقفها .. مُتردداً بين النوم .. وبين التفكير .. وبين أنه من الممكن أن تدخل مرةً أخرى كما دخلت في المرة الأولى !! .

بدأ سامي يعيد ذلك الموقف البسيط في ذاكرته ويرد ردوداً عشوائية : هآي هآي .. آيام كاثرين !! : هلا والله وغلا بكاثرين !! .. أنا سامي تخصصي كيمياء وضيقة صدر .. استانست و أمطرت الدنيا أفراح بشوفتك .. هذي الساعة المباركة ... ما أصدق !! ، ثمّ نام على تلك الأفكار .. التي جعلته يشعر في نشوةٍ لم تزره قبل هذه اللحظة .

الساعة السابعة صباحاً ..

هاني : سامي .. !! ، سامي يا ئلبي .. !! ماتئوم تصلي ، وبعد الصلاة دنا عامل لك حتّة فطور بيحبو آلبااك .. !
سامي ورأسه تحت وسادته بصوتٍ ثقيل : وش ودانا لمصر وسوريا ؟!
جلس هاني على مؤخرة سريره وضرب بساقه : ماودّانا أحد .. قم ياخي خلنا نفطر ونسوي تمارين ، ونروح نشوف العالم .
رفع رأسه سامي ملتفتاً إلى هاني محاولاً رؤيته بعد أن استيقظ : نسوي تمارين !!
هاني : آآآووو ماعليش سعودي !! ههههه مادريت إنك ماتسوي تمارين أول ماتصحى ( ضحكة عالية بسُخرية )
سامي : ماقلت لك إنك طوني أنت !! ، وخر بس خل أبنام شوي .. مانمت زين أمس والله ..
هاني : لا ماهي المسألة على طوني ولا وليام .. لكن أنت تعرف يعني التمارين الصبح ( وضع رجلاً على رجل ) يعني تُفرز هرمونات تنشيطية داخل البدن .. وذلك يسبب تحديث للدورة الدموية كل يوم في الساعة السابعةُ صباحن .. ركز على صباحن ، وبعد التحديث تستطيع تنصيب ال ال ..مثل منت عارف أل .. الأعمال اليومية بكل يسر وسهولة ..
سامي : تحديث وتنصيب !! ..
هاني : خلاص ياخي لاتسوي تمارين بكيفك بس قم ..


قام سامي وأبدل ملابسه وتذوّق الفطور مع صاحبه هاني بعد أن صلى ، وبعد عدّة دقائق ساروا على أقدامهم .. خارجين من المنزل إلى النادي الرياضي الذي لا يبعد عنهم إلا خمسة عشر دقيقة ، وبُحكم أن هاني في عطلة دراسية مدتها 14 يوماً ، فلن يصبح سامي وحيداً فترة أيام السياحة .




في الطريق .. تبادلا أطراف الحديث :
سامي : الله لو تجي معنا ..
هاني : منهي !!
سامي : كاثرين
هاني : وش كاثرينه هههه !
سامي : كاثرين السماثا .. وش لون وش كاثرينه ماتعرفه يعني !!
هاني : إلا أعرفه هذي بنت العايله اللي أنا ساكن معهم .. أم وله بنت وولد بس .. الولد ما يقضب الأرض بالأسبوع مرة يمكن يجي ينام وأحيانا يتعلل ويروح هههه
سامي : يوم جيت أنام أمس .. دخلت هي وسلمت علي وجلسنا نسولف أنا وإياه ساعتين يمكن ..
هاني : تسولفون ساعتين !! أذكر إنك قد قلت لي قبل تجي إن الإنجليزي ماتجيده زين إلا رؤوس أقلام !!
سامي : تطورنا بعدك .. الحين أفكر إني أدرس لغة فرنسية .. بس أخاف من العين ..
هاني : أصلا كاثرين كنت أسولف معه قبل أروح لغرفتي وعقب مادخلت أنت .. ومعلمه أصلاً عنك .. وقالت وينه قلت بغرفته .. وراحت تشوفك وماطولت ودخلت بغرفتي قالت إنه صاحي .. تعنيك أنت ، وراحت تنام بس .. ! أجل ساعتين
سامي : ياخي أنا أقصد إني سولفت معه ساعتين بالحلم هههههه
هاني : أعرفك والله يانت راعي لف ودوران ..
سامي : بأي شارع بس .....
- أهلاً بالأستاز هاني .. أهلاً بيك ..
هاني : ياهلا بك كابتن لطفي .. أعرفك على صاحبي من السعودية : سامي ..
لطفي : أهلاً ... تَشرّفنَا واللهي ..
سامي : أهلا فيك أخوي لطفي .. وأنا أكثر ربي يخليك ..
لطفي : يـاااه في السعوديّا أعمامي كتير .. حسن ابن جمال .. دكتور جراحة في الشرئيّة .. وسعيد ابن خالتي معلّم ريَاديّات في مدينة نسيتها واللهي ومحمــ ...


اقترب سامي من هاني وقال له بهَمس الصَوت :
شف لنا درب غير هالدرب .. نتمشى أصرف ..
هاني : أقول لك كابتن كيف التدريب معك ؟؟
لطفي : واللهي زي منتا شايف .. دا القوّ صَعب مرّه . مع أن النادي فيه سَئف واقي عَن الشمس ..
هاني : أها الله يعينك .. طيب أنا أبوصل كم مشوار أنا والأخ سامي ، ونلتقي فيك .. كنا نبي نآخذ تدريب معك على الصباح ، بس لعله وقت ثاني ..
لطفي : تَشرّفت واللهي فيكو .. وما تتأخرشي لآحسن الكِرش ترقع لك تاني !!
هاني : ههههه بإذن الله كابتن .. يالله سلام ..
سامي : شكراً كابتن نشوفك على خير ..
لطفي : الله يبارك فيكو متشكر أوي ..


ابتعدا عنه وسارا بالقرب من محل قَهوة .. ويَبدو أن الأجواء لم تسير على ما يُريده سامي :
ياخي فكّنا الله يرحم أمك .. !
هاني : من وشّو .. !!!
سامي : لطفي .. لاعمرك تجيبنا له أبداً أبداً ..
هاني : ليه طيب والله إنسان رهيب وطيّب وحبيب !! ما أشوف به شيء يعني !! بعدين هو له تقريبا 7 سنين عايش هنا ..
سامي : ماعلي منه .. تراني مليت منهم بديرتنا وهنا !! ، ما صدق إنك تقول من السعودية على طول : دنا لي آئراب كتير .. ومدري وش يقول لو تاركه كان مأذن الفجر من بكرى ولا خلص ..
هاني : طيب أقصر صوتك تحسب ما به أحد يفهم !! يقعد ينط لك واحد من الشفاء الحين هههه
سامي : الحين حنا بنيويورك مدينة ولا مقسمة ؟؟
هاني : أول سؤال رهيب منك .. زين بديت تفتح ..
سامي : وش اسمه بس !!
هاني : برونكس ..
سامي : أها برونكس .. طيب خلنا ندخل للكوفي .. نريح شوي






دخلا لمحل القهوة .. ومازال سامي يُقلب ناظره ببنايته وأثاثه ، حاملاً حقيبته الصغيرة وصديقته المذكرة ، التفت له هاني :
وش نوع القهوة اللي تشرب !!
سامي : اممممم ودي بكوفي آيتالي مُور شوقر ( قهوة إيطالية وسكر زائد - يُغيّر ملامح وجهه )
هاني : طيب .. خلاص اختر لنا مكان هذاي أجيك ..
سامي : يؤؤ .. شف شف ..


التفت هاني وإذا بامرأة عاملة تُنهي الطلبات على الطاولة الأخرى ، ابتسم هاني وأخرج من جيبه النقود .. ونظر إلى سامي :
سامي ... ترى فيه تريلات على طريق هآي وي بعد ثلاثه كيلوا .. يدحدرن سيدا ولا يوقفن إلا بحرف تي بحي الشفا !!
سامي : وش قصدك يعني ؟
هاني : هههه ياخي لا تشغلنا كل شوي شف شف ناظر ناظر .. !! شف واسكت ..
سامي : طيب بس يعني .. ودي تشوف لا أكثر
هاني : ماعليك .. كل يوم أشوف وأشد من كذا ..
سامي : والله ماتدفع ..
هاني : ههههه رح اقعد اليوم كله علي ..
سامي : طيب احتريك ..


ذهب وجلس على إحدى الطاولات .. مُتأملاً المكان .. أخذ بحقيبته من ذراعه ووضعها على الطاولة .. وصمت قليلاً ، ثم أخرج المذكرة وكتب :
الساعة الآن الـ 8.45 دقيقة .. سيأتيني كوباً من القهوة الإيطالية .. مملوءاً بالسُكّر .. ولكنّي مازلت مشتت الذهن .. أجد أني متسرعاً لكثير من الأمور .. أخشى أن يتضايق من ذلك صديقي .. إنه قادم عذراً .. وأغلقها .
تفضل وهذي قهوتك ..
سامي : شكراً .. كتيير ..
هاني : وش دعوى شكراً .. قاعدين بمؤتمر وحنا ماندري !!
سامي : ابسألك .. أخو كاثرين .. وش سالفته ما يجي دايم !!
هاني : يوووه سالفته سالفه هالولد ( يضع السكر في القهوة )
سامي : ليه وش هي ؟!
هاني : قبل سنه ونص تقريبا .. صار يروح لِيْم للسجن ويجلس فتره بتهمه .. ويطلع .. ويجلس فتره ويطلع .. أمه ليزا تعبت منه حتى أخته كاثرين دايم تسولف لي تقول إقنعه خله يهتم بدراسته ومن هالكلام .. وكنت إذا سولفت معه نتهاوش .. طبعاً جلست فترة ما أكلمه ولا يكلمن يعني تقريباً للحين .. ومن فترة ماشفته يمكن لي أسبوع .
سامي : أهاااا .. أحّ حاره القهوه بالحيل .. طيب كم عمره هو ؟
هاني : أمه عمرها يمكن 40 تقريباً .. وكاثرين 20 هو عمره 22 ..
سامي : وأبوه كم ؟!
هاني : أبوه يا سامي عمره يمكن 45 الظاهر وماني متأكد .. لأنه ماشفته إلا مره يمكن والباقي بالصور .. اسمه ويْل يشتغل بمدينة ثانية ما أدري وش سالفته المهم بينه وبين ليزا مشاكل .. أقول لك .. مرة من المرات كنت جاي أنا من شلة خليجين بمنطقة قريبة من عندنا اسمه ( بروكلين ) .. الساعة 11 ونص بالليل يمكن .. دخلت ولقيته معصب وجالس بالصالة اللي تحت ..
سامي : إيه أعرفه اللي أول مادخلت حطيت الأغراض به !!
هاني : إييه عليك نور .. قلت أنا هلا ليم .. وكنت أمشي بجنبه أبرقى لغرفتي .. قام وقرب لمّي وضربن مع راسي كان معه عصى عريض بس ماشفته يوم كان جالس .. طحت وحاولت أقوم عجزت .. لأن الضربه صارت قوية .. صرت أصوت لليزا وكاثرين ما أحد رد علي .. عادةً هم يردون علي لو أصوت .. خفت أنا يقتلن ولا يسوي بي شي لأنه عادي عنده قلبه ميت .. سحبن مع رجليني للقبو اللي تحت يمكن أبعاده 5 أمتار بسته .. وأنا وجهي ضرب بهالدرج .. وهو يسب ويهاوش .. يوم دخلت للقبو ويجلّسن والتفت وألقى كاثرين وبجنبه أمه ليزا .. يوم انهبلت أنا .. حاط لصقه على فمّ ليزا وكاثرين .. والتفت فجأة للزاوية وألقى به بنت عمره يمكن 17 سنة مسوي به نفس ما سوا بهم .. ربطن أنا معهم وحط لاصق على فمّي .. أنا طبعاً بغيت أموت من الحشره .. والمنظر ككل يعني شيء يهوّل ..


كان سامي يشرب القهوة ولكن مع ازدياد الحماس في سماع مايجري لهاني .. ترك القهوة واستمر في التركيز :
شويه يهوّل .. وبعدين !!
هاني : بعدين ياطويل العمر .. جا وفكّ اللاصق عن أمه وجلس يكلمها .. ظهر لي إنه يبي يتزوج البنت بالغصب وأمه رافضه لأن أبو البنت وزوج ليزا اللي هو وِيْل قد تهاوش مع أبوها قبل أكثر من 10 سنين .. وليم يقول أبتزوجه وليزا تقول لو يدري أبوك يمكن يسوي شيء .. قال هو أجل دام إني ما أقدر أتزوجه أبذبحه عشان ما تتزوج غيري .. يعني الموضوع كله يا أتزوجه !! ولا إني أذبحه !!
قاطعه سامي : يا الله ... وذبحه ولالا ؟؟؟
هاني : ماجتك السالفه توّك .. طبعا كان جايبه هي لحاله بالبيت بيقنعه وهي مقتنعه وخايفه بنفس الوقت بس يبي الأم تقبل ربطه وحطه بالقبو .. وجاب كاثرين معه .. ويدري إن الأم ترفض هالأمر .. سحب الأم معهم وحطهم وباقي أنا .. ما أدري ليه سحبن بس يمكن لأن عشاني معهم بالسكن .. ، المهم رجع اللاصق لأمه وراح جاب السكين .. أنا أبحاول أفك شيء بإيديني عجزت .. عساهم بحريقه أهم شيء ما يثور مع الحماس ويقتلن معهم ولا شيء وتصير مشكلة .. ولا يسوي شيء ويهج والدعوى تصير فوق راسي .. البنت الصغيره تبكي تصيح تشاهق ياويلي .. والأم وكاثرين بعد .. أنا من قوة الموقف عجزت حتى إني أصيح .. تخيل وحده تبي تذبح قدامك ؟؟
سامي : ماتنلام وربي .. طيب وبعدين
هاني : المهم يوم جا هو .. أشوف كاثرين كأنه تبي تدوخ .. لأن البنت هذي صديقته ومتعرف عليها ليم عن طريقه .. أأشر بعيوني على أخته ولكن ماهمه .. راح و شال البنت من عند يدينَه وحطه بالوسط .. طبعاً مجلّس البنت وماسك شعره ورافع راسه على فوق وحاط السكين على حنجرته ..




لهَا .. بقيّة ..
آمل أن البداية آنستكم !!


* لا أسمح أن تنقل لأي مكان آخر ، حتى لو ذيّلت بمنقول !!

بـ مقلمة د / ماسنجر






التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس