السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بطاعته ووفقكم لمرضاته
💎 *[ ً الجمعةِ من أعظمِ الأيامِ ]*!
📕يتفق أهلُ العلم والفضل على أن الأزمنةَ الفاضلةَ تتضاعف فيها الحسناتُ ، نقل الإجماعَ على ذلك الرحيباني ، حيث قال: ( وتُضاعَـفُ الحسنةُ بزمانٍ فاضلٍ ، كيومِ الجمعة ، والأشهرِ الحـرم ، ورمضان ، فهذا مما لا خلاف فيه ) ، [ مطالب أولي النهى : 2/385 ] .
📒فيومُ الجمعةِ زمنٌ فاضلٌ ، وعشرُ ذي الحجة زمنٌ فاضل ؛ وكلُّ زمن من هذه الأزمنة تتضاعفُ فيه الحسناتُ ، اليوم الجمعة تجتمع فيه الأزمنةُ الفاضلةُ فضلُ الجمعة وفضلُ العشر ، فتكون الحسناتُ في هذا اليوم مضاعفةً بفضل الله أضعافًا كثيرة .
📒قال الحافظ ابن حجر : ( إنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ ) ، [ فتح الباري - 2/460 ] .
📕إذا عُلِم هذا: عَـلِمْنا أن الاجتهادَ في هذا اليوم بالعبادة أمرٌ لا بُـدَّ منه قطعًاً، وكلٌّ بحسب استطاعتِه ، بل بحسب ما يريد من ارتفاع درجتِه في الجنة، لا سيما إذا اجتمع مع هذه الأزمنة الفاضلةِ الأمكنةُ الفاضلةُ ، وذلك أن الأمكنة الفاضلة تتضاعف فيها الحسناتُ كذلك، وهذا متفقٌ عليه بين أهل العلم ، مثل : مكة ، والمدينة ، والمساجد عمومًا ؛ نقل الاجماع على هذا أيضًا الرحيباني ، حيث قال : ( وتضاعفُ الحسنة بمكانٍ فاضلٍ ، كمكةَ والمدينةِ وبيت المقدسِ ، وفي المساجد ؛ فهذا مما لا خلاف فيه ) ، [ مطالب أولي النهى - 2/385 ] .
📒فهذا من فضلِ الله جلَّ ثناؤه علينا، فمن استطاع أن يملأ هذا اليوم بأصناف العبادة ، فليحمد الله جل ثناؤه على العون والتيسير، وليجتهدْ في قصد الإخلاص ، فنِعْمتِ المنةُ والنعمةُ ، ومن لم يستطع هذا وغلبه هواه ، وغرَّه شيطانُه ، فليحذر من الذنوب هذه الأيام ، فإن شؤمها وخيم ، وغُرْمَها عقيم ، وذنْبَها عظيم ؛ وكما قصُرت نفسُه عن المسارعة في البِرِّ ، والمسابقةِ في الخير ، فليقْسِرْ نفسه عن المعاصي ، ولْيكُفَّها عن الآثام ، فكما أن الأزمنة والأمكنةَ الفاضلةَ تتضاعف فيها الحسناتُ ، فالسئياتُ تَعْظُم وتَكْبُر فيها ، فتنبَّه لهذا بارك الله فيك وأجزل مثوبتك آمين