[فـهد العضيب]

[align=justify]رسالة إلى تاجر
التجارة عمل شريف ونبيل امتدحها الاسلام وحث عليها ورغب العمل بها وأوصى بأن يكون المؤمن عاملا في مجتمعه نافعا فيه قويا أمينا يبني نفسه بنفسه
ويعمل ما في وسعه لإتخاذ أسباب رزقه وسلوك طريق كسبه
وقد عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم يوما ما حيث تاجر بأموال خديجة رضي الله عنها ومارس التجارة كثير من أصحابه فنفعوا بها وأنتفعو منها وكان لتجار الصحابة دور ايجابي كبيرفي التكافل الاجتماعي وفي بناء وتجهيز الجيوش الاسلامية
وللتجارة والتعامل فيها اولويات اوصيك اخي التاجرتحريها واخذها بالاعتباروانا احتسب على الله ما اكتبه او اقوله لك واطمع في الاجر والثواب من الله عسى ان يجزيني ربي بذكرى تنفع المؤمنين
ابتعد بمالك أخي التاجر عن الحرام ولا تظن أنه يزيد فيه بل يمحقه وينهيه
وفي رأيي أن الذنوب الصغيرة مهما زادت هي أهون بكثير من المال الحرام لأن كافة الّذنوب من الممكن أن يهديك الله فتتوب منها توبة صادقة فيقبل الله توبتك وتقلب ذنوبك حسنات لك إلا المال الحرام فإنه نما مع مالك وأختلط به والتخلص منه أصعب من غيره
وإذا اجتهدت اخي في تنقية مالك فللمال أيضا عليك حقوق
أقاربك وجيرانك وكل من ظهرت حاجته من الناس حولك والمسلمين
فمن أعطاه الله مالا وميزه به عن غيره فحبس ما اعطاه الله عن الفقراء والمساكين ومنعه عن ذوي الحاجات من المرضى والمعطلين يخشى عليه وعلى ماله الذي هوخائف عليه من الزوال
فأحسن أخي التاجر كما أحسن الله إليك وأذكر أن لك إخوانا هم بأمس الحاجة إليك فلا تبخل عليهم واعلم جيدا أن الزكاة حصن للمال وحفظ له وحماية ووقاء والصدقات نماء له وزيادة
ولا أجد اليوم أفضل من تاجر ايقن أن المال الذي بيده هو مال الله فحفظه وصانه عن كل ما يدنسه من حرام لايرضي الله وأعطى حق الله فيه بنفس راضية مرتاحة وقدم منه ما يبقى له وينفعه بدءا بذوي القربى فبرهم صلة وصدقة ثم بمن يتأكد من حاجته في مدينته أوقريته متعديا الى من حوله في البعد تدرجا وهكذا[/align]