عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-11, 02:09 am   رقم المشاركة : 54
أبو دجانة
عضو مميز
 
الصورة الرمزية أبو دجانة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبو دجانة غير متواجد حالياً

[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl]
[gdwl]

معذرة أنى أدرجت الرد السابق على عجالة دون تنقيح ومراجعة، وأتمنى من الإدارة أن تحذف الرد السابق إن أمكن.
[/gdwl]



كلما نظرت - لكني أنا الإنسان - ما ذا لو خُيّرت

تلك الكلمات هى محور موضوعك الجميل بندر
فكلما نظرت أيها الإنسان وتدبرت الكون من حولك وما يحتويه من مخلوقات "سُخرت لك" طوعاً وكرهاً يعتريك إحساس مملوء بقوة المسيطر وعظمة الخلقة والقدرة التى تجسدت فى "لكنّى أنا الإنسان"، ولكنها هى هى نفسها الكلمات التى وضعت العقل فى مكانه وحجمه الطبيعى ألا هو المحدودية المكانية والتى تترتب عليها محدودية القدرة، فلو كان ذلك المستعظم خلقته وقدرته يملك الكثير من العلم لما إختار لنفسه "أى موضع إختيار" لمحدودية علمه، وهو هو بجهله الذى إختار حمل الأمانة التى أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها، وعجباً عجباً أننا "إخترنا حمّلُها" على ضعفنا مقارنة بالسموات والأرض والجبال، ألا يجب بعد أن نتدبر هذه الحقيقة البسيطة التى أخبرنا الله بها أن نستشعر جهلنا ومحدودية قدرتنا وسهولة غوايتنا وإحتمالية الخطأ فى الإختيار واردة بقوة فى كل موضع إختيار قد نختبر فيه.

بعد إختيارنا حمل الأمانة أليس أحري بالإنسان ألا يأخذ المبادرة أبداً بالإختيار، بل لو خير الإنسان على أن يخير أو يسير لفضلت أن نسير ولا نخير حتى لا تقام علينا الحجة بسوء إختيارنا.

أول من إعترض كان الشيطان الرجيم وإعترض على امر آلهى بالسجود لمن حسبه الجاهل الأول "الشيطان" أنه أفضل منه خلقة وأقوى منه، ولكأنى فى ذلك الموضوع أستشعر أن الشيطان فكر بنفس طريقة "كلما نظرت إلى الحشرة الحقيرة" التى أوردتها على رأس موضوعك الجميل.

الشيطان أستعظم خِلقته وأستحقر خِلقة آدم فضل وعصى أمر ربه، بل بسبب ذلك الذنب القبيح تربص بآدم وبنيه وأقسم بعظمة ربه ليغوينهم جميعاً إن قدر على ذلك، ومصيره النار خالداً فيها كما أخبرنا رب العزة.

هل بعد تلك القصة والامثلة السابقة هل يمكن أن ننخدع ونُستدرج بفلتات وشطحات عقولنا ونقول "ماذا لو خيرنا"؟!
أنا هنا أعتقد أنه لا ينبغى أن نترك الأمر للعقل فى التفكير دون لجام يلجمه حتى لا يذهب حيث ذهب المعترض الأول حين ظن بعقله أفضليته، ما فى شئ حولنا إلا ويدل على ضعفنا وليس على قوتنا، ويثبت جهلنا حتى وإن ظننا أننا قد قدرنا على الدنيا ببعض ما أوتينا من علم.

نحن خلق عظيم خلقنا الله ونفخ فينا من روحه وأوتينا علم لم يؤتى للملائكة أنفسهم "قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة : 33]".

حتى الملائكة تميزنا عنهم ببعض من العلم وتميزنا عنهم أن لنا جنان وأنهار وحور عين إن وفقنا الله لحسن العبادة وهدانا لصراطه المستقيم وإعتصمنا به حتى نلقاه.

والملائكة تميزت عنا أنها ليست من أهل النار لأنهم مجبلون على الطاعة وفقط ولا يعصون الله ما أمرهم.

نحن لا نختار دون أن نستشير ونسأل حتى لا نضل، والله وحده هو الذى عنده مطلق العلم ومطلق القدرة لذلك إن خيرنا فإننا نستخيره أن يختار لنا الأفضل من مواضع الإختيار وذلك إعترافاً منا بأننا لا نختار إن خيرنا ولكن نترك الأمر لخالقنا ومدبر حالنا ومسير أمورنا ثم نحمد الله متيقنين ومستسلمين ومسلمين بأن الله لا ياتى إلا بخير.

بندر جميل موضوعك جميل أسلوبك حاضر ذهنك.

أتمنى أن أكون قد أصبت مضمون الفكرة وليس فقط قشرتها، وسامحنى إن أخطأت المضمون ولم أتعدى بمشاركتى مستوى القشور من الحروف.


تقبل الله منا ومنكم وعيد فطر مبارك






التوقيع

[flash=http://dc16.arabsh.com/i/02449/v64s6n1it2di.swf]WIDTH=350 HEIGHT=100[/flash]

رد مع اقتباس