عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-12, 12:28 pm   رقم المشاركة : 1
#هشتاقة
عضو محترف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : #هشتاقة غير متواجد حالياً
#شريط_أبو_60_دقيقة !!




شريط أبو ( 60 ) دقيقة ذو لون شفاف في منتصف الثمانينات يحتوي على أنشودة:
صمتاً فقد نطق الرصاص وحسبنا
أن الرصاص إلى الجهاد ينادي

فارس أحلامها ذلك الرجل الذي سمع نداء الرصاص فصلى في محراب الجهاد ، من كانوا يجاهدون في افغانستان بدعم سعودي أمريكي كانوا أبطالاً ليس فقط بعين فتاة تحلم ببيت وطفل ، هم كانوا أبطال بنظر المجتمع بدعم من السياسة و الدين ، وعندما تجتمع السياسة و الدين يصبح المجتمع مُسير ، مؤدلج ، مبرمج على مسار واحد ، أُحادي الفكر !
هم فعلاً كانوا أبطال في تلك المرحلة رغم أن غاياتهم لا تلتقي بالسياسة ، كان مطلبهم الجهاد فالجنة والسياسة لاتفكر بالآخرة أبداً ولو كانت كذلك لكانت نظيفة !
بعضهم استمر في بطولته وبعضهم تعفنت غايته بعد ولادة " القاعدة " ليصبح بطل الأمس هو إرهابي اليوم وتمسح تلك الفتاة أنشودة ( الرصاص ) وتطبع عليها أغنية خالد عبدالرحمن :

خذني بقايا جروح
أرجوك داويني
لا تروح الروح

.... وتغير فارس الأحلام !

على الطرف " الذكوري " من الوجه الآخر للشريط " شاب " مرّ -تقريباً- بنفس المصنع الذي صُنع فيه عقل تلك الفتاة الموجود في شريط أبو ( 60 ) دقيقة ! مع الأخذ في الإعتبار إختلاف الهرمونات


|| نـافــذة ولوج محددة لمن تاه في هذه السطور القاصرة عن الكمال ||

نحن نظن أن ما نحن عليه من توجهات وأفكار ذات مصدر شخصي وقناعات عقلية محضة ، ولكن الحقيقة أن الأغلبية من المجتمع تعيش في وهم الإقتناع بدليل أنك تستطيع أن تقرأ الفكر الجمعي للمجتمع السعودي ببساطة شديدة ، وكل مجموعة من السنوات تمثل ذاكرة فكرية جمعية خاصة للسعوديون
في السبعينات ... مرحلة إنفتاح على النعمة وبداية تكون مجتمع غير أُحادي الفكر لولا بروز المرحلة الثانية
في بداية الثمانينات .. قطع رأس الفتنة " جهيمان " وتعميم فكره على المجتمع بُغية تفادي المزيد من مفرخة " جهيمان " وبروز الصحوة وسيطرتها على كل شيء وزف الشباب إلى الحور العين !
في التسعينات .. إرتجاج في الدين لدى البسطاء بعد اصطدام الدين بالسياسة بشكل واضح أكثر مما سبق خلال حرب الخليج وفتوى جواز الاستعانة بالكفار والتي كانت قبل الحرب مُحرمة ! وتصدي رموز الصحوة لهذه الفتوى ...
من منتصف التسعينات وحتى كارثة الحادي عشر من سبتمبر طغيان التيار التنويري بعد غياب رموز الصحوة في السجون وتحول أبطال الثمانينات إلى إرهابيين !
من بعد الحادي عشر وحتى قبيل ساحة التغيير " تويتر " إنفتاح وشبه تحرر في إختيار القناعات وأظن أن تعامل الناس مع ما يقدم لهم قد تغير من الإقتناع إلى الشك والوصول من الشك إلى القناعة أو النفي !
لايمكن أستعراض هذه المراحل المفصلية في تاريخنا القريب دون المرور على " تويتر " الذي أسقط أقنعة النخب والكثير من رجال الدين الذين يقيضون الدين لخدمة السياسة وتغليب مصلحة فئة معينة على الأغلبية ، فضح ذلك التيار الليبرالي السعودي الذي لا يهتم إلا بقضايا الحريات الفردية ولا يلقي بخطاباته على الهم العام ! الكثير من التحرك الشعبي الغير مؤدلج كان يخرج من تويتر إلى الواقع
، أذكر مثلاً التحرك الأخير ضد أسعار الدجاج ، إلغاء اللقاء السعودي - الروسي بسبب موقف روسيامن سوريه ، وبالأمس القريب تغطية محاكمة الدكتور الحامد والقحطاني عبر وسائل الإعلام ( الجزيرة - برنامج ياهلا ) ... ذوبان ذلك الخيط الذي يضع سجناء الرأي وسجناء الفكر الإرهابي لم يتجلى لعامة الناس إلا بعد " تويتر " والكثير الكثير من الأحداث التي يحركها مواطن من خلف شاشة

توقفت عند " تويتر " أكثر من باقي المراحل لأنه سمعت يوماً هنا، وهناك على أرض الواقع من يقول ( تويتر مرعب .. مثير للفتنة .. )
لا أستغرب هذا الخوف لأن المجتمع في الأصل مغلق ومسير كما هي المراحل التي سبق وذكرتها باختصار مُخل
ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق لأنه كان مغيبا طوال حياته عن الإدلاء برأيه
فقط يكب له وياكل !
وأفضل حل لتجاوز تلك المخاوف هو العودة لقراءة التاريخ لنكتشف بأن الحراك الموجود الآن ليس بجديد غير أن " تويتر " رفع هذا الحراك إلى العامة بعد أن كان حكراً على الخاصة من أهل القرار و النخب المهتمين بالثقافة والسياسة التي هي من حق الجميع !

أعتقد بل أجزم أن " تويتر " هدم الفكر الأُحادي بلا رجعة وصاحبة شريط أبو ( 60 ) لم تعد تطبع عليه أغنية واحدة أو أنشودة واحدة !
بل أصبح متنوع بما يثير شكها لتصل إلى قناعة ضمه إلى شريطها


| كُتبت هذه الأسطر دون تخطيط مسبق ودون مسودة .. من رأسي إلى أصابعي ثم إليكم دون مراجعة أو تمحيص ، يقال بأن الولادات الأولى للأشياء أجمل |







رد مع اقتباس