خــطــوات تـــــــــــــائــــــهــــه
في تلك الحديقة الواسعة....المليئة بالأشجار..المتفرقة...قرب السور كانت
تنتصب شجرة... عملاقة كثيفة الأغصان...قد بني فوقها ....عش صغير ..لأم تطعم
فراخها...وهم يصفقون.. بأجنحتهم من الفرح.. ويفتحون أفواههم ...ليلتقطوا ما
احضرته أمهم...لم يخطر ببالهم.. أنهم سوف يتركون.. عشهم الدافئ.. في يوم من.. الأيام....
كان... جالسا ً تحت الشجرة ... بين يديه ...صحيفة ...يقلب الصفحات ....ولكن.. لم
يبدو عليه.. أنه متعمق في التفاصيل ...وإنما... كان يمر... على العناوين فقط ...
إقتربت قليلا ً منه...ولكنه... لم يتنبه لحضوري...لعله كان يتجاهلني...نظرت له
بتأمل...لم أستطع ان أدير بعيني ّ عن وجهه... بدا ذلك الوجه... شاحبا ً..
وجافا ً ...كالأرض ..المشتاقة للمطر...كان مغطى ً بالتجاعيد...ولكن في عينيه
شئ مميز....مزيج.. من الكلمات.. والدموع.....
كثيرا ًً... ما نتظاهر باننا أذكياء... أمام الآخرين...نخفي ما في قلوبنا..
وننسى ...ان ما ندفنه.. تظهره عيوننا...
كانت... عينيه... تخاطبني... بلغة أخرى ....الحياه... ماهي.. إلا لحظات..
تعيسه... كانت تلك رسالة قصيره....
لقد كان بائسا ً.. وجهه... يحمل صورة واحده....مغطاة بالسواد... لا
شئ ..سوى.. السواد....
كان... يتمتم بعض ..الكلمات...وكأنه... يلوم احدا ً مــا...
دائما ً... ما نقدر هذه الصفة... في أنفسنا...إلقاء اللوم... على غيرنا ...لنعطي
انفسنا... اعذارا ً واهية....
والشئ... الوحيد... الذي نفعله بشجاعة.. هو... الهروب ...من عالم الواقع ...الى
عالم الخيال .....
لقد أدار بوجهه جانبا ً....لعله لاحظ نظراتي له....إبتعدت... بضعة خطوات
منه ....متظاهرا ً بأني أبحث عن شخص ما ....طوى الصحيفه ونهض ....لقد بدا
أكبر.. من عمره....مشى ببطئ.. وفوق ظهره حمل ...لايطاق...
ها نحن ...نمشي في ...كل.. الإتجاهات....نحاول أن نختفي... من هذا
العالم.....خطوات تائهة ....
كل.. لحظة.. تمر... من أعمارنا ....تضيف.. شئ لحياتنا ...مليئة بالفرح... والحزن.....
كانت... عيـني ّ ....تلاحقه ...وهو يغادر....لقد رحل... الى حيث... لا يعلم....