عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-10, 02:29 am   رقم المشاركة : 1
سراج اللوذه
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سراج اللوذه






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : سراج اللوذه غير متواجد حالياً
Post حقيقة عبدالعزيز الـ ..| ومن يقيم الحد على المسؤول ؟!


[align=right]
يقول بندر..كان العناء لا يطاق..في متوسطة الــ.. .. /ثالث متوسط |ج| يوم الأحد وسبعة حصص قد رُتب لها جدولاً غبي ، الفصل يعج بروائح ذوي الرؤوس الطويلة - صنت ونقا وهيف ورجا صالح وسالم سعود وعوض بادي الذين لم يستحموا أبدا ولن يستحموا حتى قيام الساعة كما أعتقد !!كان بجانبي من اليمين صديقي أحمد وعلى يساري الجدار ، هذا مكاني من ثاني ابتدائي أما في وسط المقدمة وأقرب شخص للسبورة كان يجلس الطالب المتفوق عبد العزيز ولد مرتب وهادئ ودائماً يحضر واجباته،على عكس أغلب الطلاب في ذلك الوقت ملتزم وخجول جداً لا أكاد أنسى تلك النظرة في عينيه المشفقة علينا بالذات أنا وأحمد حينما يطردنا المعلم بسبب الاستهزاء وكثرة الضحك واللامبالاة والتبلد. أحياناً أقرأ في عينيه ما يحاكي به نفسه تجاهنا .. كأنه يقول في داخله لماذا هذان الطالبان بندر وأحمد غير مهتمين بالدراسة؟ولماذا يحضرون إلى المدرسة؟ ألا يخافون من أحد وما مصير مستقبلهم؟! هل آباءهم على علم بإهمالهم ؟!

لعبد العزيز عندي تقدير واحترام أكنه له بصفة خاصة وهو على علم بهذا كما أظن ويبادلني نفس الشعور..دائماً بابتسامة جميلة تشع نورا وتملأ نفسي بالطمأنينة..

بعض المعلمين أشكالهم مضحكة وأساليبهم مميزة وغريبة تدعي للاستهزاء ويسهل تقليدهم أحياناً .. بل غالباً تكون الفرص متاحة للتهكم على المعلمين ومغازلة الضحكات والفوضى في الصف .. لأن النكتة سهلة جداً خاصة وأني أنا وأحمد نعتبر أكبر الطلاب في الصف لتكرار الرسوب في بعض السنين الماضية ،الجميع جاهزين لأي موقف غريب أو كلمة خارج إطار الدروس ليضحكون بأصوات مرتفعة ..عدا عبد العزيز لقد كانت ضحكته مقتضبة وصامته نادراً ما يهز كتفيه معها فخجله يجعله ينظر إلى الأرض .. وربما كان لا يريد أن يراه أحد وهو مبتسم على مالا يرضي المعلمين !
تمت الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة بعد الظهر رن جرس التحرر من هذا المعتقل الذي نساق إليه مرغمين كارهين فخرجنا نتسابق والكل كان مستعد لهذا الانفجار المهول فمنذ منتصف الدرس السابع كانت الكتب والدفاتر ممهودة في سجادات حمراء.. كنا نتسابق فرحين جداً جداً جداً ..

بينما كنت أمشي بتسكع ومعي أحمد وذراع كلٌ منا على كتف الآخر..مزهوّين بأنفسنا ولا أعرف ربما كنا متغطرسين نوعاً ما أو قد نكون حمقى نعاني من التسيب وعدم التفكر بشيء لأن أحمد مثلي والدة رجل مسن والمسنين لا يسألون أبناءهم كثيراً عن الدراسة لأن حديثهم عن صبرهم على كفاحهم المزعوم يغلب عليهم فهم دائماً يشعروننا أنهم أبطال ناضلوا من أجل لقمة العيش.. وكأن لقمة العيش جنود من إسرائيل!!نصائحهم محصورة على الصلاة فقط !
كان أمامنا عبد العزيز يمشي وحده تفصلنا مسافة تقارب العشرة أمتار وكعادته دائماً يمشي على مهل وحيداً ملأ وجهه الابتسامة كنت أنظر إليه وعيناي حائمات ينظرن ما حولي بعشوائية .. كان عبد العزيز يطارد علبة بيبسي فارغة ويركلها بكل برائه ربما كان يفكر بماجد عبدالله في ذاك الوقت.. أتذكر أنه كان موهوب في لعب الكره ومبدع وحريص جداً على درس البدنية..في تلك اللحظة توقفت سيارة بشكل مفاجأ وترجل منها رجل ضخم وصوته مزعج وله بطن بارز بشكل ملحوظ وذقن غير متفق مع تضاريس وجهه الكالح!! كانت يداه مرتخيات كالبطريق وهو يمشي باتجاه عبد العزيز..هذا هو مدير مدرستنا الغير حبيبه..!! أنظر يابندر أنظر ..فتوقف عبد العزيز وعيناه باتجاه المدير وحاجبيه يلامسان شعره مذهولاً خائفا..لا يدري ما الخطب !! فتوقفنا أنا وأحمد نراقب الموقف لنعرف ماذا سيفعل هذا البطريق المتوحش؟!


يتبع .. ..
[/align]

[align=left]
ملاحظة:القصة واقعية بينما الأسماء في القصة مستعاره وغير حقيقية
[/align]







التوقيع

الرجل المثقف..الذي وجد شيئا أكثر إثارة من النساء..!!

رد مع اقتباس