حكا لي والدي مرة قصة فئة منشقة لها عاداتها أو بدعها كما أسماها ، أظنهم من طوائف الصوفية ، يقول أنهم فسروا التوكل على الله بطريقة غبية ! حسبوا أن التوكل على الله يعني كما تعني الوكالة المعروفة بين البشر ، وزادوا عليها أن هذه الوكالة تقتضي عدم البحث عن الرزق ففي حرث الأرض تسيير لمصلحة ينتظرون نتائجها من الوكيل، ويجب ألاَّ تعمل عليها فأنت هكذا شريك لله في صنائعه جل الله وعلا علواً رفيعاً ! فركنوا إلى الزهد والكسل عن كل شيء عدا البكاء سُجّداً وركعا .. إلى أن مات بعضهم من الجوع في سبيل الله كما يظن ونجا بنفسه من نجا بعقله ، وقام لطلب ما عند ربه بالتفكير والعمل الجاد.. نحن المتخلفين نبكي ونتضرع ونستجدي لقرار سياسي يقره فرد واحد وعقلٍ واحد بصوتٍ واحد. ألسنا وأولئك الحمقى متشابهين ؟!
أحييك أخي ولكن نبذ اليأس ومدح العزيمة والقوة ، لا يسمن ولا يغني من الجوع ،،