عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-06, 06:08 pm   رقم المشاركة : 4
كرمع
كاتـب قدير
 
الصورة الرمزية كرمع





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : كرمع غير متواجد حالياً

[align=center](3)


عندما كنا عزابا !!

قلت له : أنا سأشتري هايلوكس .. لأنها تدخل في كل شيء .. وتخدم لكل شيء ..

وقال لي : أنا سأشتري : كامري .. وسكت

ومرت الأيام

فعزمنا على رحلة برية طويلة قالوا : والسيارة ؟

قلت على عجل : سيارتي مناسبة ياشباب .. دعوا السيارة علي أنا ..

وفي أحد مفاصل الرحلة وبنما كنا ننتقل من مكان لآخر كان بهيم الليل يشيع في النفس كآبة كامنة .. زادها أن السماء

كأنما فتحت أبوابها بماء منهمر .. والرعد يكاد يدخل معنا في قمرة السيارة الهايلوكس .. وهي بالكاد تتسع لخمسة

ركاب .. ونحن الآن ستة !!

البرق الخاطف كان يخبط الأرض ثم يصعد مسرعا .. وفي كل مرة منه كنا ننظر إلى الأرض من حولنا .. وحلاً .. وماء جاريا ..

وبياض رذاذ المطر وهو يتطاير في الهواء .. الذي يقود السيارة صاحبي صاحب السيارة الكامري .. لقد ألح علي وهو

يقول : أنا سأقود .. أحب قيادة الهايلوكس في البر !!

قلت له : لابأس .. وأعطيته المفتاح

الحق أقول ..

كان لايرحم السيارة أبدا .. يعسرها .. يقسرها .. صدقوني .. أنا لست من أولئك الذين يدللون حاجياتهم .. ولكن

صاحبي كان على درجة من اللا مبالاة غير محتملة .. صوت السيارة يرتفع بالصياح المزعج في بعض الأحيان ثم يعتذر

قائلا : ياأخي فرق بينها وبين الكامري !!

شززززززززززززززززز .. شززز .. شزز

لاشيء صوت أعواد شجرة يحتك بجانب السيارة بعدما مر من عندها صاحبنا بلا مبالاة !!

في هذه الليلة المطيرة لم نكن نمشي على الأرض !!

كنا نمشي على سكاكين تسمى أحجارا

وكان يمشي عليها كما لو كان يمشي في طريق سريع !!

تحاملت على نفسي وهي التي تدعوني للسكوت وقلت : حاول انك تبتعد عن الأحجار الخطرة ..

سكوووووت ..

فيما يبدو لي أن الشيطان دار في رؤوسهم تلك اللحظة على عجل ثم ولى مسرعا !!

انحرف بالسيارة بغير اكتراث إلى مستنقع طيني .. فعانقها الطين معانقة الحبيب للحبيب الغريب .. وقالت هي : هذا

مكانكم !! نور السيارة صار إلى السماء ..

نزلنا ..

هواء بارد وشديد .. ووحل لزج مقرف .. وموقف يائس ..

يالله ياشباب .. السيارة وغاصت .. عطونا حل ..

كل المحاولات يكذبها الطين ..

الطين له وصف واحد فقط هو : شين وبس !!

تلطخت السيارة حتى آخرها .. صوتها يصيح في كل مرة ..

عندما كنا ندفعها بكل قوة ونحن نجاهد في أنفسنا يأسا قبيحا كنت أدافع في نفسي ضيقة صدر ثارت من طينيتي الصلصالية

حينها .. وبينما نحن ندفعها ..

التفت إلي صاحبي هامسا في ذلك الظلام في موقف ولا أشد وهو يهز رأسه قائلا : شفت .. هذا اللي يخلين أشري كامري !!!
[/align]