تكسير وتخريب في احتفالات ربيع الرياض !!!

[عابر سرير]

منقوووووووووووول

( ترفيه بريء )

العاصمة السعودية الرياض التي يسكنها قرابة خمسة ملايين نسمة شهدت الأسبوع الماضي أعمال تخريبية من مجموعة متشددة في منتزه (الدوح) بحي طويق غرب الرياض الذي افتتح مؤخراً على مساحة 82 ألف متر مربع، و بدأت شرارة الرفض من رجلين في العقد الثالث من عمرهما بحجة وجود بعض المخالفات الشرعية من بعض الزائرات لعدم تقيدهن بالحجاب الشرعي.! ,وبعض المخالفات الشرعية في البرامج المنظمة من قبل (أمانة مدينة الرياض) ,والتي اشتملت على العرضة السعودية ,و عروض فلكورية من فرق شعبية ,وعروض مسرحية ترفيهية للأطفال ,ومسابقات وبعض الفقرات الفكاهية (اسكتشات) من فنانين سعوديين ,وعروض تزلج على الجليد في ساحة مخصصة،تزامناً مع احتفالات ربيع الرياض وأسبوع الزهور.

هذه العروض البريئة التي حضرها الرجال والنساء والأطفال في أجواء عائلية لم تشفع لهم أمام هذا التشدد باستمرار التنزه والترفية عن أنفسهم ,حيث أوقفت الفعاليات في اليوم التالي بعد أن أحدث 12 صبي لا تتجاوز أعمارهم 18 عام الفوضى وأفعال تخريبية و صبيانية بتهشيم وتكسير ما امامهم بعد التحريض ,ومطالبة ايقاف الفعاليات التي شاهدوها من الرجلين المتشددين ,وعلى أثر ذلك تم استدعاء رجال الأمن والقبض عليهم ,والذين لا زالوا تحت رهن التحقيقات الأولية حتى الآن.

( التاريخ يشهد لفلوجة الرياض )

ربما أخطأت أمانة مدينة الرياض بإقامتها الفعاليات في حي أو ضاحية يتسم غالبية أهلها من (المطاوعة) من جنوب وغرب الرياض حيث شهدت أحياء تلك المنطقة مداهمات وملاحقات للإرهابيين في السنوات الماضية حتى أنها وصفت في فترة من الفترات بـ( فلوجة الرياض) كحي السويدي الذي اشتهر في الفيلم الأمريكي (kingdom ) وشبرا والشفا والبديعة, ولكن تلك الخطوة من الأمانة جاءت لخلق جو أسري وترفيهي لكسر حدة الأجواء والتزمت بين أهالي الغرب والجنوب والذين يفتقرون للاماكن الترفيهية حيت تتركز عادة بين أغنياء شمال الرياض.

( أحداث متتابعة دون رادع )

حادثة منتزه الدوح لم تكن الأخيرة بالرياض حيث سبقتها أحداث وممارسات متشددة من الجماعات ولعل أبرزها حادثة مسرحية كلية اليمامة بعنوان ( وسطي بلا وسطية ) في أحداث وصفت بحرب بين التيارين المتشدد والعلماني, بعد أن قامت مجموعة كبيرة متشددة باقتحام لأرضية المسرح وملاحقتهم للفنانين السعوديين وتهشيمهم للديكورات في حادثة وصفت من المتشددين بـ(غزوة اليمامة) على حد تعبيرهم ,ولم تكن الأحداث الترفيهية وحدها هدف للتخريب من المتشددين بل سبقها فعاليات ثقافية كالندوات المصاحبة لمعرض الكتاب بالرياض وتهجم المتشددين على رؤساء التحرير المشاركين في ندوة الصحافة والذي خرجوا بصعوبة من المكان تحت حماية رجال الأمن.

(سخط شعبي)



على الرغم من المجتمع السعودي مجتمع متدين إلا أنه ليس طالباني , كما يظهر في تصرفات هؤلاء الفئة الغارقة في التزمت والتشدد. فمنازل السعوديون تشعلها ليل نهار التلفزيونات وتشارك اعداد كبيرة منهم بالاتصالات الفضائية ويذهبون بشكل مستمر إلى الأسواق , ويحضرون المهرجانات في داخل وخارج البلد ولم يصدر عن أحد منهم أي شكوى وامتعاض . بل ان المطالبات دائما تأتي لمزيد من الاحتفالات والمهرجانات التي تفتقر لها السعودية بشكل كبير. وتلقى هذه الهجمات " الطالبانية " سخط من شريحة كبيرة من الشارع السعودي. .