مرحب بكم إخواني ..
علمنا سابقا في الجزء الأول من هذا الموضوع أن الدوري الإيطالي كان ومايزال هو الأقوى على مر العصور ..بعد أن حقق الشرطين المثاليين لكي يكون الدوري الأقوى
الآن سأكمل الموضوع الذي يبرز ضعف الدوري الإنجليزي لولا تدخل مليارديرات العالم لإنقاذه
يقول هتلر الزعيم النازي المعروف ..لقائد أركان جيشه فون رونشتد عام 1941 في خضم الحرب العالمية الثانية : هل سبق لك وأن رأيت إنكليزيا حارب لوحده يا عزيزي ؟
وكان هذا التعليق بعد أن أعلنت امريكا الحرب على ألمانيا وحلفائها بضغط شديد من انكلترا ..
والمتتبع لتاريخ الحروب الإنكليزية ..يجد أن بريطانيا العظمى لم تتورط في حرب لوحدها مطلقا ضد عدو آخر ..إذ لابد من أن تجمع حولها العديد من الحلفاء لتضمن مساعدتهم قبل أن تزج بنفسها في حرب ما
فقبل أن تعلن الحرب على الطاغية الفرنسي نابليون ..ضمنت دخول النمسا وروسيا وإيطاليا بجانبها
وفي حرب الثلاثين عاما مع فرنسا ..لم يهدأ لها بال إلا بعد أن جرت روسيا معها في الحرب
وفي الحرب العالمية الأولى دخلت حليفة لفرنسا وروسيا ضد ألمانيا ..وحينما انسحب الروس من الحرب ..ظلت تصرخ على أمريكا مناشدة إياها دخول الحرب بشتى الأعذار ..وقبل أن تركع على ركبتيها للغواصات الألمانيه ..جاءتها النجدة من وودرو ويلسون الرئيس الأمريكي ..بعد أن أعلن الحرب على ألمانيا
وكانت الحرب الوحيدة التي دخلتا لوحدها هي حرب البوير في جنوب أفريقيا ..وتلقت هزيمة مذلة من السكان الأصليين برفقة الهولنديين
إذن هذا هو طبع الإنكليز ..لايمكنهم الإعتماد على أنفسهم أو الثقة بها مطلقا ...
وفي كرة القدم تغلب طبعهم هذا أيضا فعندما لم يستطيعوا مجابهة الكرة الإيطالية سيدة العالم آنذاك ..التفتوا يمينا ويسارا بحثا عن المنقذ ..فوجدوه في اسم المستثمر الأجنبي ...فهم كانوا أسفل سافلين في كرة القدم ..حتى جاءئهم المعونات الخارجية من روسيا وأمريكا ..
ماذا كان تشيلسي قبل أبراموفيتش ؟
بل ماذا كان مانشستر أوروبيا ( وليس محليا ..لأنه سيطر على الكرة الإنجليزية الضعيفة محليا ولم يكن له ذكر في أوروبا ) قبل الملياردير الأمريكي جليزر ؟
من أعاد ليفربول التائه إلى أمجاده القديمة ..لولا جيليت وهانكس الثريين الأمريكيين الذين تقاسما ليفربول ..
وقريبا سنقول : من هو مانشستر سيتي لولا شركة أبو ظبي القابضة ؟
لنقارن هذا الوضع الإنكليزي المزري ..بما يحدث في أيطاليا الآن وسابقا
في إيطاليا : لاتزال عائلة آنيللي الإيطالية تمسك بزمام أمور اليوفي منذ ثلاثينيات القرن الماضي
ولايزال ميلان في قبضة بيرلسكوني
بينما تنقل الإنتر عبر عدة مالكين طليان حتى امتلكه أنجيللو موراتي والد الرئيس الحالي ماسيمو موراتي ..في ستينيات القرن الماضي ..ومازال ابنه يقود النادي حتى الآن
وحين أذهل بارما اوروبا بأكملها ..كان مملوكا لشركة بارمالات الإيطالية قبل أن تفلس وتنهار
وعندما صعد لازيو الإيطالي على أكتاف المجد ..كانت ترعاه شركة سيريو الإيطاليةللأغذية الخفيفة قبل أن تعلن افلاسها
ومات فرانكو سينسي فبل شهر ونصف فانتقلت مقاليد حكم نادي روما لابنته روزيللا سينسي
وعندما أراد سوروس الثري الأمريكي شراء نادي روما العام الماضي وقفت جماهير روما في طريقه معارضة إياه
وحينما أراد لورنزو سانز رئيس الريال السابق شراء نادي بارما المتهالك رشقته الجماهير بالحجارة ..وهي تصرخ لانريد أجنبيا
وهكذا يكون منطق الجماهير الإيطالية : مادام النادي إيطاليا فلا يجب أن يملكة سوى إيطالي ..وليس أجنبيا مستثمرا يتركة ويهرب عندما يجد فرصة استثمارية أخرى أشد جذبا
لذلك فجميع الأثرياء في العالم الذين يريدون الإستثمار في كرة القدم ..لايقتربون من الأندية الإيطالية لأنهم يعرفون خاتمة المطاف
وهكذا نرى أن الأمجاد الإيطالية يمكن اعتبارها إيطالية فعلا ..لأنها لم تأت بمساعدة أجنبي
وفي الجانب الآخر فلا يمكن اعتبار انجازات الأندية الإنجليزية انجازات لإنجلترا مطلقا ..بل الأحرى أن تسمى إنجازات أندية الأمم المتحدة
وقريبا سيدمر هؤلاء الأثرياء كرة إنجلترا ..لأنهم مستثمرون ..يريدون الكسب فقط
وسوف يفرضون ماشاءوا من لاعبين على الأندية ..حتى ولو كانوا غير مناسبين لخطة المدرب ..كما علق على ذلك فيرجسون مدرب المان يو عندما علم بأن مانشستر سيتي اشترى روبينيو : ( مع احترامي لمارك هيوز _ مدرب مان سيتي _ فإنني متأكد أن رأيه لم يأخذ في الحسبان عندما استقدم روبينيو إلى ناديه ...هؤلا المستثمرين الأجانب ..سيدمرون الكرة الإنجليزية )
ماأجمل أن تكون إنجازاتك جاءت عبر جهودك أنت فقط ..دون مساعدة من طرف آخر
وأرجوا من الله أن يدمر الكرة الإنجليزية ..تلك الكرة المعوقة التي لاتستطيع السير لوحدها
مع تحياتي : قوس قزح