’,’ سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ’,’
تزدان السماء بعقود مبعثرة من اللؤلؤ المنثور أسفل اليوم،، بعد زوال ابتسامة الشمس الشتوية،، ملوحة لنا السلام عبر خيوطها الاشعاعية،، لتجعل نجم الجوزاء بأبهى طله نحو الشمال..!
وما اختلاف الليل والنهار إلا من أجل استخدام آلة العقل أحسن استخدام،، فمن لايستشعر هذا البديع هو حيوان ناطق ،،! ومنهج السلف الصالح إذا أرادوا أن يملؤا قلوبهم بالإيمان خرجوا إلى الصحراء،، وتدبروا أيات الله الكونية..
وفي هذه الأيام المزدحمة خياماً أقول: سبحان من جعل حب التراب لاينفصل عن قلب التراب،، [,, منها خلقناكم وفيها نعيدكم ,,].... وهانحن نعود إليها بشكل مُبسط.. عندما تُغرز فيها أطناب الخيام،، لشهور معدودة،، من سنوات العمر المعدود ،،!
وكعادتنا النسوية.. وبعد اختلاء مخيم الرجال من الرجال الأجانب.. على مشارف منتصف الليل،، نتوشح (اجلّتنا)
المُنقطة والمُرقطة،، الزرقاء منها والحمراء،،،،، وأحياناً تشترك أثنتان في (جلال) وآحد،، لينتج لنا خيمة أم عمودين
.. ونتوجه إليه,, ليُختتم اليوم كما بدأناه،، صاخباً بثرثرة النساء التي تغلب سكينة الرجال،،
دخلنا زُمراً بشروطها الثلاثة.. استقبلنا أخ أبي الذي رحب بنا بـ بيوت من الشعر العتيقة.. هنا مع التُراث موعد،، ومع النار المُتمركزة دفء،، ومع الحليب المُفلفل كأس،،
حالما نحن كذلك،, أخذتُ أتنزه في وجوه الدائرة المُلتفة.. فأجدُّ مُتحدثين ولا أجدُّ مُستمعين!
.. رفعتُ رأسي أعلى الخيمة علني أجدُّ الأحاديث عالقة هُناك،، تنتظر أسماع نقيّة كي تنزل وتلوذ بها،، لكني لم أجد سوى ذبذبات صوتية تعلو ولاترجع
المعضلة الأخرى في بعض البشر,, أنهم لايفهمون علة وجود عينين وأذنين ولسانٌ وآحد،،! ففي علم الأسباب،، بلوغ الغاية،، ومن يغلب حديثه سمعه يخسر أكثر من ربحه،، كما أنه يُسأم المُتلقي رغماً عنه..
طرحتُ المعضلة الثانية إبان الجلسة،، ثم علّقت: كيف التعامل مع انسان حديثه اكثر من سمعه؟<<- تذكرت وحده تاكل بنادول بعد سوالف زوجها
شاركنا عمي الحوار قائلاً: من شوي رايح رجل من الزملاء (كل الهرجة له)،، وأمام طوفان حديثه مالك إلا تخيط فمك!!..... فـ ستعجبتُ هذا العمل أن يخرج من الرجل.. الذي أعتبره أقل خوض من المرأة في الثرثرة! رغم اعتراف النساء أنهن أكثر خلق الله ثرثرة.. ولكنهن مع ذلك لا يبوحن بنصف الحقيقة!!
رجعتُ إلى صفحات القرآن الكريم في ذاكرتي المُترهلة ذاك اليوم وتفكرت: [أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ?8? وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ]
*فهل شاهدنا وسمعنا أكثر مما تكلمنا ...؟
