لما بلغت من الحياة إلى مدى.. قد كنت أهواه تمنيت الردى
رمقته مقطب الجبين قد انسدلت حواجبه على عينيه الغائرتين
وقد رسمت ريشة الزمن في وجهه خطوطا من الطول والعرض؛
تكاد تقرأ في صفحة وجهه معارك وأحداث عمره السالف
وأجزم جزما أن كل خبر يصله حتى ولو كان رهيبا لن يجد عنده غير تمتمات
وزفرات يخرجها من صدره الذي برزت أضلاع قفصه وذلك لخبرته بالحياة.
الصورة ليست نادرة لكي نقف عندها طويلا فالأمثلة منها كثيرة ولكن
أليست صورة تستحق منا التفكر في حال هذه الدنيا؟!
هذا الكهل وغيره ممن قربت مدة صلاحيته على الانتهاء وهذه الرمزية في وجوههم ألا تعني لنا
شيئا ؟
نحن في سكرة الشباب وعنفوانه لذا لانتصور أن نكون مثلهم!!
بل سنظل كشجرة الأثل أفنت كل من مر من تحتها ولاتزال صامدة.
قد لاتكون هذه قناعات الناس كلهم ؛ فمنهم من لايحبذ الحديث عن مرحلة الغد
رغم قناعته إن امتد عمره أن يحل ضيفا مقهورا عليها ؛ ولكن يقول دع أمر الغد للغد.
المهم والمهم في كل ماذكرته سلفا ألا ترون معي أن كل أشكالنا في الشباب>>مهندس -طيار -طبيب
-قاضي -معلم -حارس أمن -وزير -سائق توصيل مع محرم وبدون ...وووو كل الصور التي تراها أمامك
ستكون نسخة واحدة الكل بلا استثناء سيحولهم الزمن إلى هذا الكهل.
ولن تكون حواء أوفر حظا منا فلها نسخة موحدة ستصل لها حتما
ترى من منكم يستوقفه الغد كثيرا؟