[align=justify]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أشرف خلق الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه… وبعد ...
فلقد أمتد العصر الأندلسي لما يزيد عن ثمانية قرون، وتعددت ظواهره وأحواله في شتى مجالات الحياة. وعند النظر إلى مجال الفكر والأدب على وجه الخصوص، فإننا نجد أن الأدب الأندلسي قد تعددت أشكاله وفنونه، وموضوعاته. منها ما كان موجوداً من قبل، فحفل به الأندلسيون وطوروه. ومنها ما ابتدعه الأندلسيون وابتكروه ليصير فنـًا من فنون الأدب العربي.
ومن تلك الفنون التي امتطى الأندلسيون صهوتها وطوروها واهتموا بها موضوع شعر الطبيعة. الذي كان صدىً طبيعياً لما تميزت به الأندلس من جمال في الطبيعة بأنواعها: الحية، والصامتة، والصناعية المتمثلة فيما أبدعته يد الإنسان من قصور ومدن وعمران.
أهمية دراسة الأدب الأندلسي بشكل عام تكمن في تلك الحضارة الإسلامية التي بلغت الآفاق، وعمّ نورها أرجاء أوروبا بعد أن كانت غارقة في ظلام دامس، حيث جاء الإسلام لينير تلك البقعة المظلمة، فبرز علماء ومفكرون مسلمون في شتي العلوم والمعارف. أخذوا يعلمون، وينيرون ظلمه الجهل حتى أشرق الأفق وأنداحت الظلمة. وكان من بين من درس على أيدي علماء المسلمين بعض الإفرنج من أوربا، الذين انصرفوا بعد أن نهلوا من العلوم الإسلامية ليدَرّسوا في بلادهم حتى طوروا أنفسهم، فوصلوا إلي ما وصلوه إليه.
وشعر الطبيعة لون شعري لم يلتفت إليه الباحثون إلا حديثاً، حيث لم يكن يعد قديماً فناً يستحق أن يُدرس مستقلاً بذاته، وإنما كان يعد فنا يُدرج تحت باب الوصف، الذي كان يتداخل مع معظم أغراض الشعر من: مديح ورثاء وهجاء. لذا فإن المراجع التي يمكن الاعتماد عليها في مثل هذا الموضوع قليلة أو غير متعمقة.
وهنا في هذا الموضوع سأتطرق إلى موضوع شعر الطبيعة في الأدب الأندلسي، والذي هو بمثابة نفح طيب وصلنا من عود الأندلس الرطيب، لايمكن إغفاله أو غض الطرف عنه، وهو جدير بأن يقرأ فيه لا سيما أن الموضوع محبب وقريب إلى الأنفس. وسيكون الموضوع على عدة أجزاء أرجو أن أوفق فيها وأن تجدوا فيها ما يفيد ويمتع.
وقد اعتمدت في هذا الموضوع على عدد من المراجع ألفت حول الأدب الأندلسي، وحول شعر الطبيعة. ومن باب الاختصار لن أضع هوامش لهذا الموضوع. إلا لما أراه يفيد. وسيكون ترتيب الأجزاء على النحو التالي:
1. مقدمة عامة.
2. الروضيات.
3. الزهريات.
4. الثمريات.
5. المائيات.
6. الثلجيات.
وهذا التقسيم ( الروضيات،...إلخ ) هو ما اعتمده الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه: الأدب الأندلسي، موضوعاته وفنونه. وهو تقسيم يناسب الموضوع، لأسباب سأذكرها لاحقا.[/align]
للموضوع بقيّة ..
لكن .. هل لون الخط ونوعه وحجمه مناسب ؟