لي أخ دبٍ تفخٍ مراهق بالثانوية , بليت بحبه التفضيلي والله , وقلقي الدائم على مستقبله , لا شيء حقيقة
بالدنيا يساوي أن اضمن له مستقبل ناجح , أقول هذا لكي نتعرف عن ماهية الطريقة التي نفصل بها عواطفنا
عن الواجبات المناطة بنا و عن الوسيلة التي يمكن بها أن نجاوزهم شر جهلهم .
حينما سألته عن ماذا سيفعل بامتحان اليوم ..؟؟ لم يجبني عن ماذا الدخر من المنهج لهذا اليوم, و إنما ضل يتكلم
طويلاً عن آليات الغش التي سينتهجها , و عن كيفية استرضاء معلميه الأجانب , لكي تتم ( الزحلقة) إلى النتيجة
أو الدرجة المطلوبة , لم أخفي قلقلي عليه حقيقة, و قلت له كل شيء, إلا نبذي للغش من الناحية الأخلاقية
لم أتطرق لها أبداً..!! أولاً كان شغفي في أن يكون ناجحاً غلب على كل الأصول التي يجب أن لا تحيدنا عنها
العواطف , أقول هذا ليس ( تميلحـًا ) والله , و إنما _لو أن فيه خير ما تركه الطير _ لو أن الغش سيفيدنا بشيء لم
يتوعد به سيد البشرية وهذا لعمرك هو شر البلاء , و هو عدم التناهي عن ما نراه فغلبت الرغبة في نجاحه
المؤقت على نجاحه الدائم , وذاك دأب قصيري النظر, و كنت دائمـًا أفكر بأنه لن يفلح في تخصصه فيما بعد لغياب
القاعدة التأسيسية لديه كونه ينتهج الغش في الامتحانات عادة له اعتادها ,و ثانيـًا كنت أدرك جيداً أنني حينما سأنصحه
أو ألح عليه في الاهتمام في المنهج , لكي يؤسس العلوم لديه لأني أراهن على غيابها عنده , لن يجعله هذا يأخذ بنصحي
بقدر ما أنه سيكف عن إخباري عن الحقيقة .... لأنني أقول صراحة و عن تجربة , لن يجدي نصح الآخرين إلى حينما
تطأ أنت ما حاولوا هم أن يجاوزوك إياه ,
أخيراً..و تلخيص للهذر أعلاه .. منذ صغرنا و نحن نعرف و نلقن بأن (الغش حرام ) و (من غشنا فليس منا )
لماذا لم تتأصل هذه القاعدة فينا ..؟ لماذا لم نعمل بها .؟؟ بمعنى دبنا هذا اعلم أنه لن يجدي معه كما الكثيرين ,
مسألة بأن الغش لن يجدي معك في المستقبل , حينما يحمى الوطيس أو غيرها من الخطب ..
لأني اعلم بماذا يفكر هو ..يقول : " أنا أنجح بدون وجع راس و سهر و غيره " و لذلك حينما ألمح له بصعوبة الاستمرار
في نهج الغش فيما بعد أجده لا يحفل بهذا , هو يفكر فقط في كيف يتجاوز المرحلة التي هو فيها , وأجزم يقينا بأن
الذي يغش هو لا يفكر بالمستقبل .. فكيف نجعلهم يفكرون بمستقبلهم .؟ لأني وجدت الذين يقلقهم مستقبلهم هم أكثر
جدية , و بتالي تجدهم يعلمون بأن طريق الغش هو أطول الطرق نحو المستقبل و اوعرها , و ليس كما ظاهره بأنه أقصر
الطرق و أيسرها ...
الفاضل إنسان ثاني..
شكراً و عذراً لك و منك ..
شكراً لانتقائك الدائم للقضايا و تلمسك لحساسيتها,
و عذراً على الإطالة .