يشكو من نزيف وعلاجه خارج المملكة ... جار الله الحميد يعاني وضعاً حرجاً ومثقفون يناشدون وزير الثقافة التدخل
حائل - سالم الثنيان الحياة - 26/03/07//
يواجه الكاتب القاص جارالله الحميد منذ قرابة الشهر أزمة صحية عنيفة، نتج منها تدهوره صحياً، حيث يقول: «لاحظت أن كتفي الأيمن ينزف قليلاً، ولم أهتم إلا بعد يومين، وراجعت طبيباً جراحاً في مستوصف أهلي، وأخبرني بأن الجرح يقع أسفله «السيخ» المزروع بسبب جراحة جبر كسر في عضدي الأيمن، أجريت مرتين في مستشفى الملك خالد في حائل. وعانيت من جرائهما ما لا يوصف من الألم والتعب، والآن أنا أعيش حالاً نفسية سوداء واعتزلت العالم منذ شهرين. إنني فقط أخرج لطبيبي النفسي ليصرف لي مهدئات، فأنا عندما أقوم بالتغيير على الجرح أرى «السيخ» خارجاً كأنه «ماسورة ماء». ولأنني عشت أجواء مستشفى الملك خالد وكانت أيام الجراحة أيام بؤس وقلق وخوف, حتى أن المستشفى لا يملك الأدوية الضرورية كمخفضات السكّر. علماً بأنه منذ إجرائي الجراحة لم تعد يدي كما كانت عليه، فقط التأم الكسر وضعف استعمالي لها تماماً».
وأضاف الحميد: «إنني لا أملك مصاريف مستشفى خاص كبير، ولا أجد دعماً من أية جهة. وسبق أن كاتبت وزير الثقافة بشأن إعانتي بثلاثين ألف ريال هي «تكاليف إجراء الجراحة في الأردن»، ولم يرد عليَّ، وأنا الآن قعيد البيت أنتظر معجزة، وأشعر بأن الكتابة عن هذا ستندرج تحت بند الاستجداء. ولكنني أقرأ عن كتاب مصريين يعالجون على نفقة الحكومة الأكثر فقراً عربياً».
وحول قضية الحميد يقول الكاتب الصحافي سعود البلوي: «جارالله صديقي، وكلما أزوره أشعر بمدى قسوة مجتمعنا المأزوم، الذي ينتمي للثقافة ذاتها التي نبذت أبو حيان التوحيدي والحلاج وابن رشد وغيرهم، لكن الغياب الحقيقي هو غياب التضامن والتكافل الثقافي من قاموس وزارة الثقافة والإعلام، وهو أمر مؤسف». ويضيف البلوي: «سبق لي أن تطرقتُ إلى معاناة الحميد في زاويتي الأسبوعية، لا باعتباره صديقاً، إنما باعتباره المبدع الذي اعتصرته المنافي بين أهله وفي وطنه، وحين كتبتُ عنه، وكتب غيري منذ سنوات، كان الصمت وحده سيد الموقف. إن جارالله الحميد حالة فريدة في إبداعه وإنسانيته، وفي معاناته أيضاً، إنه الرجل الذي لا يشبه أحداً. وأنا هنا أناشد الإنسان إياد مدني أن يضع حداً لمعاناة الحميد، لأنه يستحق الكثير والكثير نظير ما قدمه للثقافة».
وأبدى الكاتب المثقف عبدالله المطيري استغرابه قائلاً: «جارالله الحميد إنسان قبل أي شيء آخر ثم هو إنسان مبدع، وهنا تزداد الصعوبة، كونه شقي بوعيه المرافق لما يجري حوله. وما يحدث للمبدعين من إهمال وعدم اكتراث شيء مخجل بحق»، وحمّل المطيري المؤسسات الثقافية المسؤولية وقال: «أكبر المسؤوليات تقع على المؤسسات المعنية بالمثقفين في البلد، كونها يفترض أن تعي ما يجب أن يكون عليه وضع المثقفين، ونحن نطالب الآن بالحد الأدنى من التعامل الكريم والتقديري مع من يحتاج إلى يد المساعدة من المثقفين والمبدعين، جارالله اليوم وغيره مستقبلا».
ودعا الكاتب عبدالله الكعيد إلى وقوف كل المهتمين بالمشهد الثقافي والأدبي في السعودية، إلى جانب زميل أعطى مسيرة الإبداع أكثر من ربع قرن.
وطالب الكعيد المؤسسات الرسمية بالوقوف مع المبدعين وتلمس حاجاتهم، وتقديم ما يليق بهم.
وأضاف: «جارالله رائد من رواد القصة في المملكة، وإذا لم يكن بحاجة إلى شيء فهو يحتاج إلى تكريم، وهذا حق من حقوقه، ناهيك عن أنه يمر بظروف صحية ومادية صعبة».
وقال الروائي القاص فهد العتيق: «جار الله الحميد وعبدالعزيز مشري وعبدالله السالمي ومحمد علوان وعبدالله باخشوين وصالح الأشقر وجبير المليحان, وغيرهم من الأسماء الأدبية التي جددت في القصة القصيرة وفي أدبنا بشكل عام, ولا يمكن تناسي هذه الأسماء, وبالذات جارالله الحميد، الذي ظل مخلصاً لفن الكتابة بطريقته المميزة, آمل أن يكون بخير, وأن يجد الدعم من وزارة الثقافة لتجاوز مشكلاته الصحية, ليعود كما عرفناه, أبو تغريد, الطير الجميل المحلق في سماء الأدب والفن».
جريدة الحياة ..