[align=center]مَن قتل المتعة وأفقد الهلال الكأس .. باكيتا أم الإدارة أم اللاعبون؟؟
لم يكن أي شخص منا يتوقع أن يظهر الهلال بهذا المستوى الهزيل في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وهو الذي ظل أغلب مراحل الدوري يحتل الصدارة.
ومن الطبيعي أن يكون أكثر من سبب لهذا الظهور غير المشرف للفريق الأزرق، ولعلنا نحصر هذه الأسباب المتعددة في ثلاثة محاور رئيسة، وهي الإدارة، المدرب، وأفراد الفريق.
الإدارة وتتحمل ما نسبته 40 في المائة من الخسارة، فهي المسؤولة عن الفريق وإلا ما الفائدة من الذهاب لمعسكر خارجي وكأن الهلال مقبل على مباراة مصيرية وأمام مانشستر يونايتد وليس الاتحاد؟.
وطبعا أنا هنا لا أقلل من شأن الاتحاد الذي عرف كيف يلعب ويبدع ويحصل على نجومية المستوى والهدف المنشود وهو الكأس.
ومع ذلك أعيد وأقول ليس الاتحاد أو أي فريق سعودي آخر الذي يعسكر من أجله الهلال في العين، بل من المفترض أن يكون المعسكر للفريق الاتحادي، لأنه سيقابل الهلال ونجومه.
فالمباراة تقام على أرضك وبين جماهيرك المتعطشة للمتعة وللكأس وفي أجواء تعوّد اللاعبون عليها منذ أن خرجوا للدنيا.
إذن أي منطق وأي عقل يقر بالذهاب لمعسكر خارجي وبأجواء تختلف عن أجواء الرياض بنسبة كبيرة.
معسكر فاشل بدرجة كبيرة زاد من فشله تلك الآراء التي قررت ألا يصل الهلال إلى الرياض إلا فجر المباراة كانت الأسباب التي أدت إلى تأخر الرحلة. ترى كيف سيرتاح اللاعبون بعد تعب السفر ليكونوا على أتم الاستعداد للعب والحصول على الكأس التي زحف من أجلها آلاف الجماهير التي تحلم برد اعتبار الموسم الماضي، وتثأر من البطولتين اللتين فقدوهما هذا الموسم.
أموال طائلة صرفت على معسكر لم يؤثر في الفريق إلا سلبا!! أليس من الأجدى إقامة المعسكر في مقر النادي ليكونوا بين جماهيرهم التي تشد من أزرهم وتعطي لاعبي الفريق الدفعة المعنوية التي يحتاجون إليها أكثر من غيرهم أم أن الإدارة فقدت الثقة حتى في الجمهور؟؟!!
المدرب ويتحمل باكيتا من الخسارة الجزء الأكبر وهو 50 في المائة. فباكيتا الحالي ليس باكيتا الأول قبل أن يذهب لتدريب المنتخب، بقيت الصورة والشكل ولكن اختلف التفكير، خطته وتغييراته التي أخرجت المنتخب أمام الإمارات في "خليجي 18" ظلت معه، وأسقطت الهلال في يوم الحسم الأخير.
يمتلك الهلال نجوما يهابها أي منافس، ومع ذلك نتفاجأ بباكيتا يلعب بتشكيل غريب لم تلعب به الأندية الضعيفة أمامه، فكيف يلعب بها هو؟؟ ثلاثة محاور لم يكن لها أي داع. فعزيز والغامدي يقومان بالمهمة على أكمل وجه، نعم المباراة نهائية ومهمة وسنقابل الاتحاد، ولكن أليس الاتحاد هو من أخذنا منه ست نقاط في الدوري؟؟ أليس من المفترض أن يلعب بهذه الطريقة؟ لأنهم سيقابلون نجوم الهلال؟!!.
فكر هذا العبقري الباكيتا كثيرا ثم خرج لنا بخطة أنهت إبداع التايب وأطفأت الوسط وحولت الهجوم إلى حمل وديع يبحث عن نصف فرصة!! فقدنا الشلهوب فأين التمياط يلملم ما أنهاه العبقري في بداية المباراة؟؟ ألم يكن بين يديه كفاءات كثيرة في التدريب؟؟ ألم تكن فكرة إشراكه مع التايب أفضل من أن يقتل الهجوم بإخراج القحطاني وألفان.
ثم أين ذهب فهد المبارك حين نزل إلى الملعب ولم نره إلا في كرتين خالف فيهما خطة العبقري وذهب لليمين في مركزه الأصلي. يخونه التفكير مرة أخرى ويشرك لاعبا هو نجم بالتأكيد ولكن ليس في هذه الخطة مكان له، فلا الوقت ولا الظروف تستدعي نزول العنبر وتحمله وحده عبء الهجوم الهلالي الضعيف، خصوصا وأنه يعرف أكثر من غيره أن العنبر هداف داخل الصندوق أما خارجه فالصويلح أفضل منه بكثير.
لعل في نظر السيد العبقري أن سامي جاء ليحمل الكأس دون أن يلعب فليعذرني، فهذه هي مباراة سامي المهاجم وسامي القائد وسامي الخبرة، فهل عرف باكيتا من هو سامي؟؟ إنه من ظل واقفا طوال المباراة ينتظر أن يسمح له العبقري بالنزول ليعيد ترتيب الفريق المبعثر.
ستظل هذه المباراة نقطة سوداء في تاريخ الهلال المرصع بالبطولات والكؤوس وفي تاريخ هذا الداهية الذي أسأل الله أن تكون هذه آخر مباراة له مع الهلال.
اللاعبون ما بقي من النسبة أحملها أفراد الفريق الذين ظهروا وكأنهم يقلدون مشية السلحفاة أمام نمور الاتحاد التي حضرت وهي تتمنى أن يكون لها نصيب في الوصول إلى مرمى الأسد الدعيع فوجدوا أنفسهم يبيتون فيه بأمان.
لعل أكثر ما يهمنا في التشكيلة الهلالية هي الحراسة والدفاع والوسط، وبالتحديد المحاور لأنهم هم الأقرب للدفاع عن المرمى وبدء الهجمات للفريق أبدع الدعيع ولا يمكن أن نلومه على أي هدف وأبدع تفاريس، وكان للغامدي نصيب من الإبداع أثمر عن هدف بعدها تحول إلى صورة ثابتة ولكن بالله عليكم ماذا فعل الغنام في المباراة غير الاكتفاء بالفرجة على النمور وهي تمر من أمامه غير ملقين له بالا؟! وماذا فعل الخثران الذي فتح شارعا من مركزه ووضع فيه لوحة تشير إلى مرمى الدعيع مثله مثل شارع العنقري في الجهة اليمنى، وإن كنت أعذر العنقري لأنه لم يتعود على مباريات كهذه، مما جعل لياقته تنتهي أمام مرأى داهية التدريب الذي يتربع على كرسيه وكأنه لا يوجد ظهير أيمن غير العنقري إلا إن كان منع من إشراك إلياس.
حاول التايب أن يضع له بصمة ولكن لا فائدة، فمن معه أنهكهم الإرهاق وأعياهم تعب السفر والسهر ولم يستطيعوا الركض، وهذا ما يجعلنا لا نحملهم عبئا أكبر مما يحملونه في تلك الليلة التي زحفت فيها آلاف مؤلفة من الجماهير الحاملة لشعارات وأعلام موجها الأزرق وفي غمضة عين تنقلب فرحتهم إلى حزن لم يكن في الحسبان خرجوا منها وهم يضربون كفا بكف ويتمتمون بأنهم في هذه الليلة شاهدوا حادثة فقدان الهلال هيبته وذهاب المستوى الرائع إلى الذكرى القديمة التي كانت تقول إن هناك نهرا يتدفق وبركانا إن ثار على الدنيا أحرق بل كان هناك بطل يدعى الموج الأزرق.
ذهبت البطولات أدراج الرياح وبقيت أهم المهمات وهي البطولة الآسيوية التي لم نتذوق طعمها الجديد أبدا، فهل سيكون هناك عمل لجعلها كخزانة الهلال الفارغة هذا الموسم أم سيكون هناك معسكر آخر وعبقري آخر وإرهاق وشوارع أخرى؟! والله ولي التوفيق.[/align]
[align=center](( هنا رابط للموضوع في جريدة الإقتصادية ))[/align]