شعر جميل , إلا أن الشاعر يمدح شعره بنفسه , وينقده نقدًا شهادته فيه مجروحة لأنه صاحبه .
مثل هذا الشعر يُسمى الشعر النرجسي , أي المادح نفسه , وتعلمنا في الصفوف الأولى في مقاعد الدراسة أن مادح نفسه كذاب .
حين نقول نرجسي فهي مقولة لنبات النرجس الذي غالبًا ما ينبت في المستنقعات المائية , حيث تميل زهرته نحو الماء , فيعكس الماء صورة الزهرة , فهي مقولة لمن يُكثر من الحديث عن نفسه , بمعنى " شايف نفسه " مثلما ترى تلك الزهرة نفسها على ماء المستنقع .
هؤلاء هم الشعراء , نجدهم يفخرون بمالم يكن فيهم , فيقولون ما لا يفعلون كما أخبر القرآن عنهم , إلا شعراء ما بعد إلا في تلك الآية القرانية , وهم الذين آمنوا . . .
حين يمدح الشاعر نفسه على هذه الهيئة فإننا نعلم كذبه , ولكن حسبنا التذوق الفني لشعره وجميل بيانه .
حين يكذب الشاعر يكون قد فصل الدين عن الشعر , وهذه آفة الشعر من حيث إنه شعر ؛ ذلك لأن أعذب الشعر أكذبه , فكلما كان الشعر مليئًا بالكذب كان أجود .
يقول المتنبي :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي = = = وأسمعت كلماتي من به صمم
ونحن نعلم أن الأعمى لا يبصر حين يحاول أن يرى شعر المتنبي , وكذا لا يزول الصمم عن الأصم حين يُقرأ عنده شعر المتنبي , ولكنه الكذب الفني الذي نستمتع به ونحن نعلم أنه محض كذب .
لذلك فتر الشعر وضعف حين قيده الإسلام بقيد الصدق .
أشواقي .