[align=center]
المتأمل في كثير من تعاليم الإسلام وأنظمته ؛ يلحظ أنها تحفظ المجتمع , وتقوي روابطه , بدءًا من الصلاة , وانتهاءً بصلة الأرحام , وما بينهما من وجوب الزكاة , والحث على الصدقات , فكلها تعاليم قيمة , لها شأن كبير في جعل المجتمع المسلم لُحمة واحدة .
حين نأتي إلى التعدد في قول الله تعالى في سورة النساء آية 3 {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}. نجد أن هذا التعدد لم يُكسب المجتمع المسلم إلا كثيرًا من الفرقة , وكثيرًا من الاختلاف , وكثيرًا من الجرائم الجنائية .
واقعنا اليوم يشهد سلبيات مهولة من التعدد بإزاء إيجابيات قليلة ونادرة , فلم يكن المجتمع الإسلامي كما زمنه الأول حين صدر الإسلام والبطون المفضلة الأولى , إذ نلحظ تفككًا في الأسرة الواحدة , مما يُنذر بخطر قريب يوشك أن يُهلك الحرث والنسل .
كثير من أرباب الأسر المعددين لا يقومون بواجب التربية الحقيقية , وكثير منهم لا يعول أبناءه بالمعروف , فهم غير خليقين بهذا التعدد , وغير جديرين بذلك الحلال الذي أحله الإسلام لهم , إنهم وبال على هذا الحلال , ولو كنت مشرعًا للإسلام لحرمته على هؤلاء الأوباش .
نلحظ أن الجريمة تقع في أُسر المعددين حين تقتل الزوجة الأولى جارتها وضرتها , وحسبنا أن الثانية قد سُميت ضرة ؛ ذلك لأن وجودها تحت ذمة زوجها ضرر عليها وأي ضرر , وإن لم يكن القتل , كانت العداوات تُحاك , والمشاكل تُـثار , ونوع تربية الأبناء تبع لهذا الجدل المتكرر ( إن كيدهن عظيم ) .
قلما تجد أبناء المعددين على وفاق ووئام , بل على خلاف وحزازات معلنة ومستـترة أخرى , تجد البغض بينهما , وتجد القطيعة فيما بينهما , فلو كانوا أبناء عمومة أو خؤولة لكان تواصلهم فيما بينهم أكثر وأقرب من غير أخوة التعدد .
يجب أن يُلغى التعدد حين أصبح المسلمون غير المسلمين الأوائل , يجب أن يُقرَّ أهل العلم والحل والعقد بأن هذا التعدد وبال على مجتمعنا اليوم , فإن الناظر إلى ذلك الكره , والحقد الدفين بين الزوجات وأبنائهن ؛ ليعلم أن المجتمع صائر إلى تفكك مدمر , وإلى خراب محدق .[/align]