مركز الحرف والصناعات اليدوية ببريدة

[و1حد]

تجسيد للماضي في أروقة الحاضر.. وعشق تتوارثه الأجيال



أحد الخراريز منهمك في إبداعه

[align=justify]
بريدة - منصور الجفن
تمثل الحرف والصناعات اليدوية في الوقت الحاضر خاصة ما يرتبط منها ببعض الصناعات الشعبية والتقليدية نوعاً من أنواع الكسب المادي للمشتغلين بها لما تمثله من قيمة فنية ولما تمثل من إطلالة حقيقية على جزء من تراثنا ومورثنا الشعبي لكل منطقة من مناطق بلادنا ومن هنا بدأت هذه الحرف تأخذ وضعاً واهتماماً غير عادي من قبل بعض الجهات المعنية بالحفاظ على التراث كما أن تلك الحرف ومنتجاتها أيضاً أصبح لها روادها وعشاقها والحريصون على اقتنائها. ولعل الوعي بأهمية الحرف اليدوية وما تحمله من قيمة معنوية ومادية دفع الكثير ممن يمتلكون تلك المواهب إلى أن يعيدوا إحياء هذه الحرف وسط هذا الكم الهائل من البدائل الصناعية المشابهة وأن يورثوها لأبنائهم إيماناً منهم بما تحمله تلك الحرف من قيمة وضمانة أمام تقلبات الأيام.
في بريدة أخذ هذا الاهتمام بعداً واقعي أوصل المتحمسين لهذا المشروع إلى بناء قرية تراثية داخل مدينة بدت وكأنها تأبى إلا أن تتمسك بمورثها وتراثها عبر هذا السوق وعبر حرفييها الذين أعادوا إلى الواجهة تلك المقتنيات التقليدية كصورة جمالية تجسد كل الماضي في لوحة معبرة عبر مركز الحرف اليدوية.

عن مركز الحرف والصناعات اليدوية ببريدة تحدث ل "الرياض الاقتصادي" مشرف مركز الحرفيين عبدالرحمن بن صالح اليحيى.




@ موقع السوق:

- يقول اليحيى بأن المركز يقع في وسط مدينة بريدة في الجزء الواقع بين جامع خادم الحرمين الشريفين وسوق الخضار الرئيسي وهذا الموقع المتميز أتاح للرواد سهولة الوصول إليه كما يعتبر أحد معالم مدينة بريدة نظراً لنمطه العمراني التراثي.

@ وعن الغرض من إنشاء المركز:

- يضيف اليحيى بأن الغرض يتمثل بالحفاظ على الحرف اليدوية من الاندثار وتوفير البيئة الملائمة للحرفيين لاستمرار هذه الحرف مع أبنائهم وإتاحة فرص طلب الرزق للحرفيين وإطلاع أبناء الجيل الحاضر على الصناعة اليدوية والحرفية القديمة وإطلاع زوار المدينة على موروثنا الحرفي الشعبي. كذلك تنظيم عمل الحرفيين بصورة حضارية بدلاً من تفرقهم في عدة مواقع أو العمل داخل منازلهم.وكذلك الاستفادة من الخدمات المتوفرة واستثمارها في صناعة الحرف اليدوية. وكذلك الاستفادة من الحملات الإعلانية عن السياحة والحرف اليدوية بالمنطقة كذلك تمكين الحرفي من التعرف والتواصل مع الحرفيين الآخرين داخل وخارج المنطقة.

@ وعن مدى إقبال الحرفيين على المركز

- يقول اليحيى هناك إقبال كبير من الحرفيين على المركز وهناك أكثر من ثلاثين شخص من الحرفيين على قائمة الانتظار للحصول على محل وسوف يكون للمركز بعد افتتاحه بشكل رسمي قريباً دور كبير في إقبال المزيد من الحرفيين ورواده من المتسوقين والسياح.

@ ما أهم الحرف التي يضمها المركز؟

- أولاً أود أن أشير إلى أن الدراسة الميدانية التي قامت بها الهيئة العليا للسياحة عن الحرفيين بالمنطقة أكدت وجود 54حرفة في منطقة القصيم ومعظم هذه الحرف ممثلة بالمركز حالياً وسوف يكون الوضع مكتملاً بعد الافتتاح الرسمي إن شاء الله.

وعن أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه الحرفي؟

يقول اليحيى إن الهيئة العليا للسياحة قامت بإجراء دراسة ميدانية للحرفيين في منطقة القصيم خلال العام الماضي وقد توصلت الدراسة إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه عمل الحرفيين تتمثل في عدم توافر المواد الخام وارتفاع أسعارها وكذلك عدم توافر المواصلات للحرفيين من سكنهم إلى أماكن مزاولة حرفهم أيضاً انخفاض الطلب على المنتجات. كما تمثل نظرة المجتمع السلبية نحوهم ونحو حرفهم عائقاً أمام نمو بعض هذه الحرف. أيضاً صعوبة الإجراءات وربطها بمتطلبات الأنشطة الأخرى غير الحرفية. وكذا قلة الفعاليات والملتقيات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة مما يؤثر على حجم ة الزوار.



@ ما الحلول كما يراها الحرفيون؟

- يرى الحرفيون أن الحلول والمقترحات تتمثل في تقديم الدعم المادي والمعنوي والعمل على تقليل تكاليف مواد الخام وتنظيم برامج سياحية متواصلة لتشجيع الطلب على منتجاتهم وإنشاء مركز تدريب لنقل الحرفة لأبنائهم وللآخرين وفتح قنوات تسويقية لمنتجاتهم وحماية المنتج المحلي. والهيئة العليا للسياحة وأمانة منطقة القصيم لا شك بأنها ستعمل على تلافي بعض تلك المعوقات وهناك خطة إن شاء الله لإنشاء مركز تدريب للحرفيين في موقع مركز الحرف للاستفادة من خبرات الحرفيين لتعليم النشء بهذه الحرف والحفاظ عليها.

@ هل سيكون لمركز التدريب محفزات للالتحاق به؟

- نعم هناك عدد من الميزات سوف يحصل عليها المتدرب أثناء التدريب وبعد إنهاء البرنامج. منها حصوله على مكافئة أثناء التدريب وبعد إنهاء البرنامج يتاح له أولوية الحصول على محل في المركز وكذلك الحصول على قرض من بنك التسليف السعودي لتأسيس محل خاص بالحرفة التي أتقنها.

@ وأنتم كيف ترون نجاح المركز ومنتجاته؟

- في تصوري أن نجاح المركز ومنتجاته أصبح واقعاً ملموساً نتيجة لهذا الاهتمام من قبل الدولة ممثلة بإمارة منطقة القصيم وأمانة المنطقة وجهاز الهيئة العليا للسياحة والغرفة التجارية الصناعية بالقصيم ولكن أود أن أذكّر بأهم أسباب نجاح هذه الحرف كصناعات رئيسية في الزمن الماضي في بريدة وذلك بسبب وجود صناعة تكاملية بين الحرفيين فيما بينهم يتمثل في تصنيع مواد الخام لتلك المنتجات الحرفية ولو تم استكمال هذا الجانب في الوقت الحاضر وفق الصور السابقة لأصبح لدينا حرف تهتم بتوفير مواد الخام الأولية مما سيقضي على ندرة تلك المواد أو ارتفاع أسعارها وكذلك أصبح لدينا فرصة للحفاظ على تلك المهن وإضافتها إلى قائمة الحرف والصناعات اليدوية التراثية بالمنطقة. هذا من جانب ومن جانب آخر أتمنى من أمانة المنطقة إعادة تشغيل سوق الخميس وسوق الجمعة وإقامتهما بقرب مركز الحرف حيث سيزيد من المترددين على الموقع وتواصل الجمهور مع المركز وصناعاته الشعبية.

@ المزيني شاركت في أكثر من 40فعالية ولازلت أتطلع للإبداع في مهنتي

- يقول النجار محمد المزيني وهو أحد الحرفيين المبدعين في مهنة نجارة الأبواب والنوافذ الخشبية المصنوعة من خشب الأثل بأنه ورث هذه الحرفة عن والده الذي ورثها عن أجداده. ويأمل أن يحذوا أبناؤه حذوه في اكتساب هذه المهنة الشريفة لكنه يؤكد بأن أبناء هذا الجيل لهم اهتمامات وتطلعات وظيفية أخرى.

المزيني رغم سنه الذي تجاوز الثمانين إلا أنه يتمتع بالحيوية والنشاط والهمة العالية والمرح حيث يقول إنه يتمنى الحفاظ على هذه الحرف اليدوية الشعبية التي تمثل جزء من الموروث الشعبي كما يتمنى بأن تتاح له فرصة تدريب أبناء هذا الجيل من خلال حصص أسبوعية لطلاب مركز التدريب المهنية.



@ مشاركات وجوائز محلية ودولية :

- يقول المزيني بأنه شارك في أكثر من 50فعالية محلية في معظم مناطق المملكة ودولية تهتم بالحرف اليدوية والتراثية وأنه كان ضمن وفود المملكة التي شاركت في تلك الفعاليات كما أشار إلى أنه قد فاز في إحدى مسابقة الأعمال الحرفية من بين مشاركين يمثلون 45دولة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للسياحة والحرف اليدوية الذي نظمته الهيئة العليا للسياحة والذي أقيم بالرياض كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير.

@ الإقبال على إنتاجه من المشغولات الخشبية

- يقول المزيني إن هناك إقبالاً على إنتاجه من الأبواب والنوافذ الخشبية التي يستخدمها البعض في تجميل بعض الملاحق المنزلية والاستراحات. كما يعبر عن سعادته وقناعته بهذا المستوى من الإقبال والاهتمام من عشاق فنه التراثي

@ الجاسر الذي استطاع أن يحول خشب الأثل إلى تحف وأشياء مفيدة

- يعد علي الجاسر أحد الحرفيين المتميزين بمدينة بريدة من خلال تخصصه بالحفر والنقش على الخشب وصناعة المنتجات الخشبية من الأثل فهذا الحرفي المتميز لديه حس فني وإبداع جذب الاهتمام إلى تلك المشغولات الخشبية التي تخرج من أنامله.

@ أثر المركز على نجاحه

- يقول الجاسر بأن محله الموجود في مركز الحرف اليدوية ببريدة مكنه من مواصلة عطائه في مجال إنتاج تلك التحف من الصناديق المطرزة بالنقوش والألوان وكذلك إنتاج عدد من التحف الخشبية التي حفر عليها بعض العبارات والنقوش الزخرفية إضافة إلى إنتاج الأبواب الخشبية والمجسمات الجمالية المحفورة والتواصل مع المجتمع وعشاق هذا الحرف اليدوية.

@ اكتسب الحرفة بالتعلم

- يقول الجاسر بأنه اكتسب هذه الحرفة بالهواية وقد استطاع تطوير إبداعاته الشخصية من خلال الممارسة والرغبة الجادة في اكتساب هذه الحرفة التي استطاع من خلالها تطوير قدراته إلى هذا المستوى.



@ العائد من هذه الحرفة

- يؤكد الجاسر أن هذه الحرفة تدر عليه خيراً كثير كما يؤكد بأن عمل اليد له مردود مبارك. كما ردد المثل القائل (صنعة في اليد أمان من الفقر بإذن الله)

@ توريث الحرفة لأبنائه

- يقول الجاسر أتمنى من أبنائي الإقبال على هذه الحرفة لكني مثل غيري من الحرفيين نخشى من الرغبات الشخصية والميول للأبناء رغم أن أبنائي يجيدون الرسم ولذلك سوف أعمل على تنمية موهبة هذه الحرفة لديهم. كما تمنى وجود مركز تدريب يسهم في الحفاظ على هذه الحرف اليدوية من الاندثار أو أن تكون بيد العمالة الأجنبية التي لن تستطيع تجسيد موروثنا الحرفي بشكل دقيق.[/align]


[align=left]جريدة الرياض
السبت 27 ذي الحجة 1428هـ[/align]