العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-03-08, 06:57 pm   رقم المشاركة : 1
طوى
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : طوى غير متواجد حالياً
معك سلف 200 !!


؟?؟؟؟؟0505 يتصل بك !!

حاولت جاهداً أن أتذكر رقم المتصل الظاهر على شاشة هاتفي المحمول ، و لكن بدون فائدة ، فيبدو أني في تلك اللحظة قد تعرضت لفيروس من " داء الزهايمر " ( ما أكثر أمراض هذا العصر !! )

أجبت على المكالمة بكل تأني ..

الووه .... مرحبا ...

أهلاً كيف حالك يا أبو .....

وبعد ديباجة عريضة ، قال بصوت خافت " و الله أني مستحي منك "

تبادر إلى ذهني مباشرة ، أن هناك طلب قادم !! و لكن يا ترى ما هو ؟ الله أعلم !

أسهب بالتلميح دون التصريح ..

ورحلت أنا في فضاء واسع من التوقعات و التخمين ,,,

ما تراه يريد ..!؟

افترضت كل شيء حتى أكون مستعداً للإجابة ..

لم يفصح عما يجول بخاطره ..

تمتم قليلا ..

ثم قال ( ولا عليك أمر ، معك سلف 200 ريال !! )

حمدت الله في نفسي .. أن الأمر أقتصر على مجرد سلفه ..

فضحكت من قوله .. ( فأوجس في نفسه خيفة )

و استشف من نبرات صوتي " لغة الاعتذار "

قلت له بهدوء " وينك اللحين ؟ "

و على الفور أجاب " أنا قريب من صراف الراجحي "

توجهت إلي ذلك الصراف و سحبت له المبلغ و ناولته إياه , و رحل بعيداً و رحلت كلمة الشكر و الثناء مع الـ " 200 " إلى غير رجعة ..!

8 سنوات مضت ، لم أراه عدا مرة واحده ، قد نسيت أنا كما أنه من المؤكد كذلك قد رمى بموقفي معه في بحر من اللامبالاة ، وربما النسيان ..

أصل المبلغ تافه يارجل ..

و تعود الأيام لأقف موقف آخر و مع بطل جديد ..

جاءني يمشي على استحياء ..

كنت في سيارتي جالساً ..

فأطل علي من النافذة ..

وقال بصوت مبحوح متكسر .. " ولا عليك أمر معك سلف 200 ريال !! "

هي نفس النبرة و نفس الأسلوب ، بل نفس الجملة حرفاً حرف ..!

لا أعلم من الذي أوقض ذاكرتي من سباتها العميق ؟؟

فقد عادت بي إلى الوراء ثمان سنوات ، كنت قد نسيت كل أحداثها ... مرها و حلوها ..

إلا أنها جاءت بصاحبنا الأول من عمق الماضي ..

فتخيلت أنه نفس الشخص ، بطريقة سؤاله و إلحاحه ..

و لكني تذكرت أنه شخص آخر ،،، فتنازلت سريعاً ..

أخرجت من جيبي تذكرة السفر بلا عودة " كالعادة " 200 ريال أخرى .. و أعطيتها إياه .. و رحلت بصمت ..

مرت الأيام ، وكان قد أعتاد على أن لا يغيب عني ما دام أنه متيقن من قناعتي بأنه سيردها في آخر الشهر ..!

مع الراتب كما يقول ...!

مضت الأيام و توالت الشهور ..

وبما أن مقر عملنا واحد ، إلا أني لم أعد أراه كما كان في السابق ..

لعله تعمد أن لا أقابله .. ( هكذا أظن )

و عندما يجيء به القدر ، فأقابله بالصدفة .. أرى في قسمات وجهه .. الامتعاض و شيء من بغض للساعة الحاضرة التي جمعتني به ..!!

كنت بشوش كالعادة ... معه أو مع غيره ..

بل و تعمدت أن أبتسم له بتكلف ، كي لا يشعر أني صاحب معروف عليه ..

لم أفاتحه بأمر الأعطيات التي وهبها لنفس عنوة .. و رغماً عني .. !

بل لقد كنت حريصا على أن لا يعلم أحد بأمرنا ، حتى لا أتسبب في إحراجه أمام الجميع ..

و في ليلة من الليالي ..

كنا جلوس في المكتب ، منهمكين في العمل ..

و إذ به يدخل علينا فجأة ..

لم يتوقع أن أكون موجوداً في ذلك الوقت المتأخر ..

وبتثاقل .. ألقى السلام و كأنه على عجل .. و لاذ بالصمت قليلا ..

ثم حمل نفسه و أطلق ساقيه للريح ..!

في تلك اللحظة ، سمعت من زميلي الذي يجلس بجانبي .. كلمات لم أفهمها .. كأنه قال " الطريق اللي يودي ولا يجيب " !

أو شيء من هذا القبيل ..

ألقيت إليه بنظره .. متسائلا .. عن ردة فعله تلك ..

قال لي وهو يتميز من الغيظ ، لقد ألح علي و على الزملاء " معكم سلف " و مع أننا جميعا رفضنا أن نعطيه و لا هلله واحدة .. إلا أنه لا يزال يحاول الكرة تلو الأخرى !

بل و الأعجب من ذلك أننا لم نجد منه تغير تجاهنا ! أو حتى في معاملته لنا ! بل أصبح أكثر تودد و تقرب ..!

عندها ابتسمت ..

فلما رأى زميلي أن بين شفتي تلك الابتسامة ، و على وجهي علامات التعجب و قسمات الغرابة ..

قال لي حتى أنت !! و إلا " وش القصة ؟! "

قلت له لا شيء .. يا صاحبي لا شيء ..

بس " ولا عليك أمر معك سلف 200 ريال !! "

كادت جدران المكتب أن تتصدع من ضحكة مدوية أطلقناها سويا ..

وفي النهاية ..

هل هي الحاجة فعلاً التي تجبر أمثال هؤلاء على سكب ماء وجههم ؟ إذاً فلا ألومهم فمعترك الحياة قد يحيط بالواحد منا فيحتاج أن يتنازل عن بعض كبرياءه ..!

أم هل الأمر مجرد استمراء لسؤال الناس ,,, و تعويد النفس حتى تكون عبء يثقل كاهل أللغير , بدون مبالاة بالكرامة و العزه و الآنفه .!!

حقيقة لم أجد تفسير لذلك ..

تقبلوا باقة من الورد قيمتها 200 ريال " بس تراها سلف "

طوى ..







التوقيع

[align=center]خيال المرأة مندفع للغاية .. إنه يقفز من الإعجاب الى الحب , و في لحظة واحدة يقفز من الحب الى الزواج ! أو الى نهاية مريره ! [/align]

رد مع اقتباس
 
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 11:02 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة