بحرفنة "تجارية/ موهمة" دمغت على الناصية من هامة: "كتاب" منتفخ
!.. هذه العبارة "المخاتلة": (أكثر الكتب بيعا وانتشارا) - تفطن للعمومات في صياغة العبارة ولا تنس أن الكتاب تمت ترجمته للإنجليزية - كنت سأتجاوز "الكتاب" دون أن أعيره شيئا من اهتمام نظير معرفة سالفة بالشأن "المعرفي" الذي يتوافر عليه المؤلف - حفظه الله - لكنها جناية" العبارة المخاتلة" اضطرتني - راغما - كأي أحد يمرق قبالة رفوف انتصب بعاليها "كتاب .. هو أكثر الكتب..!!" ما سلف اضطرني أن أناوله فلعل أن صاحبي "المؤلف" أفاد من سني "بيات" أنفقها جبرا فيما زعم "قراءة وتأملا!... عقد "كامل" من السنوات بحسبانها أن "تفعل آلياته فهما وفقاهة" بيد أن "داء" الاقتعاد بين أظهر الناس وقبالتهم "تصدرا" درسا و"محاضرة" وترميزا!! في مرحلة ما قبل "النضج/ الرشد" من شأنها أن تحول - عادة - دون الاستثمار - الفاعل - لحالات البيات -! ولو أن صاحبها - كائن من كان - بالغ في استثمار اعتزاله قراءة وتأملا!! إذ التلبس بداء "التصدر" باكرا واستشراف "تقبيل" الرؤوس! عاجلا! والتحاف البشوت ناجزا من شأنه أن "يصم" ويعم"!
المهم.. اتخذت مكانا "قصيا" في مكتبة "العبيكان" ورحت أستعرض "الكتاب" وأقرأ ابتغاء أن أظفر بأثر للبيات - الذي أنفق قراءة وتأملا" هذا أولا وثانيا محاولة جادة في أن أجد مسوغا "للعبارة المدموغة بطرة الغلاف" فألفيت الكتاب لا يعدو أن يكون:
* لغة "خطابية" تشكلت وفق مفردات (كاستية) - نسبة لشرائط الكاسيت - تلك التي أسهمت في مرحلة تولت بإنشاء "خطاب" هش رخو في بنيته التأصيلية مما أفرز "جيل كاسيت" انبنى وعيه وفق هذه "المحصلة" التي أرتهن بها "الواقع" الذي نتلظى الآن "بحمأة" اضطراب تكونه واجتراحه لأفعال خداج لا تحفل لا بإثارة من فقه أو وعي! بالضرورة ولدتها "أبجدية الخطاب" الكاسيتي! المتضخم وثوقية و.. و..!!
* شتات "وعظي" يمس "القلب" على استحياء! فيه استعارة لم تفلح "لممارسات" الفعل الوعظي عند ابن الجوزي أبي الفرج! أخفقت من حيث تأثيرها فما أحسب أن مجرد ترسم اثر "المبدعين" دون التوافر على آليات فقهم الوعظي بغية أن يخلق ذات "المناخات" التي ينشؤها ما كتبه قبلا: ابن الجوزي.. أو حامد.. ابن القيم.. هذا الترسم ليس وحده كاف باستعادة "دورهم"! وما كل من استعار سيفا أضحى بطلا..
لا كثر الله سواد النائحات وكان الله في عون الثكالى!
* نمطية بحالة من سذاجة في التناول ورخاوة في مسالك انتزاع الاستدلال وافتقار لمنهجية توليفة - نص - يتصاعد بك إبان القراءة له في بنائية" وعظية/ معرفية" ابتغاء مقاربة المناخ الذي "اكتنف" الكاتب ساعة تدوينه سفره!! هذه "الهنات" التي اعتورت بناء "الكتاب" معرفيا ومنهجيا.. حسبتني ساعة قراءته إنما "أطالع" وريقات" التقويم "التي تأتي بقفاها! غير أنها هذه المرة جاءت غفلا من التاريخ وتنتسب "لمؤلف"!!
* تحشيد "لمفردات" أدبية نافرة لا تستقيم وفق عمود فقاري يشدها الجلال في"المعنى" ويعضدها" جمال" في الأداء! فاستحالت ممارسة إنشائية غايتها اقتناص "المفردة" وإن بدت دون لون أو طعم أو حتى رائحة!
* لهاث بلغ "القلم" منه رهقا "والمؤلف"يركض في "مفازة" كتابه! رغبة في أن يهب "القارىء" وصفة! يعالج بها أدواء "حزنه"! غير أن عثار "قلمه" جراء "الركض" وإشرافه على "الهلكة" بفعل ظمأ هواجر "المفازة" باتت "وصفته العلاجية" تفتقر للتنزل "واقعا"إذ ماتلبث أن تبقى "طيفا" وبقايا "حلم" يفيق منها: ساعة أن يطرح الكتاب جانبا"!
* ..وإذن.. فلئن كانت هذه رؤية "عجلى" سقتها مساق "المجملات" فإن ثمة "عودة" لقراءة فاحصة" تعني بمفصلات "الكتاب" المثقل كاهله بنقول! لم يشأ عزوها"منهجية" ارتآها! وقد طاولها - أحيانا - بأذى تصرفه! وشانها بنكارة" انتظامها" وفق نسق توليفي حالفه "التلفيق" في مواطن كثيرة مما يشي بغياب "المنهجية" والافتقار" للرؤية القرآنية والنبوية" في إشاعة "فقه" الوعظ!
.. وبعد.. فإن يكن هذا "الكتاب" - فعلا - أكثر الكتب بيعا وانتشارا - فلعمري أنه شأن: "يحزن" بحسبانه يسفر عن "حالة" القراء - من هذه الأمة!! إلا إن انتظمناه في سياق من: "كتب الطبخ والجن وكتب - الضحك على الذقون والجيوب - أعني بها كتب الإبداع وإدارته! الأمر الذي نوجز داله في هذه النقاط.
1/ ليس بالضرورة من لازم القبول ومقتضى التفوق أن ينال "الكتاب" حظا من كثرة بيعه فوفق إحصاءات فائتة في أحد "معارض الكتاب الدولية" أفادت بأن كتاب: حوار صحفي مع جني "أكثرها بيعا!
2/ لست هاهنا أثرب على "المؤلف" فبحسبه أن يكون مجتهدا صادقا ولا جرم أن ثمة من أفاد من كتابه غير أني هاهنا - بوصفي قارئا - أمارس حقي "المشروع" في تقويم عمله! "ومن ألف فقد استهدف"! الأمر الذي أوطن به نفسي تجاه هذه الكتابة! فثمة قراء سينزعجون بادىء الأمر مما كتبت! لأننا - بمجموعنا - أفلحنا تنظيرا نسبيا من حيث عدم الخوف "من النقد" ورسبنا بتفوق فيما ننظر له ولم نلبث برهة إلا وقد ألقينا أشدنا "خوفا من النقد"هم ذاتهم أرباب شعار عدم الخوف من النقد! رحم الله ابن القيم دائما ما يؤكد على مسألة: "اقدح زناد نفسك" قبل أن تبتلى!
3/ ما أظن أن ثمة من أحد ينازع في"حاجتنا" للوعظ توليفا - ودروسا - في منهجية من "التخول" كما هو شأن هدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وفي اقتفاء لمنهج رباني في"الوعظ" مبثوث في الوحيين قرآنا وصحيح سنة. إنما الأمر الذي يصح به "التنازع" وفق اجتهادات متباينة هو في "الطرائق" والأساليب وعليه أدرت رحى هذه الكتابة!
خالد بن صالح السيف" الوطن