( 7 )
يلومُونَني وَيَقُولون : إنّ الحَديث عَن المَاضِي عبثٌ وجنُون وَضربٌ من الخيال..!
وليكن ذلك.!!
أتَعلمينْ أيتّها الحُروف.. وأنَا أرسِلُك (كَرِوَاية وَفَاء) مُتشبِثة عَلَى نَافِذَتي بِأنّ حَدِيثَهم
مَاعَاد يُجِدي فأنَا كَمنْ سَمِع منْ هُنَا وَأخرَجهُ منْ هُنَا ..!
أجلْ مَاعَاد يُجْدِي ..! سَوف أكتبُ عنْ لحَظَات كَان فِيهَا الوَفاء سَيّد المَوقِف..!
وَسَوف أكتبُ عنْ أروَاح أظَهرَها الكَون كنُور تُضِيء عتمَة اللّيَالي..!
..هُم لايَعلمُون بِأنّ الحَديث عَنْ أولئكَ الذّين استَوطَنُوا أفئدتَنا هُو الوَفَاء القَابل للزّيادة
مَع مُرور الأيَام , وَالجِسْر المُمتَد عَلى بَحر الوِصَال , وَالشّلال الذّي يَكتنز كُل ذرّات
الحَيَاة , وَالسّماء الثامنة للروح وَهُم نُجُومُها ..!
..تُلهمني تِلكَ المَدِينَة حِينَمَا أطُوفها ليلاً فيتجَلى لِي مَابين مَبَانِيها شَيئاً من أطَيافهم
وَأَصوَاتهم ,..كَمْ كانتْ ذِكرَاهم تُبللني حَنِيناً ؟! .. فَالحَقيقَة أنْ تَجتمِع تِلكَ الأرواح
فِي دَولَة الجَمَال ليجعَلُوا فِي مَدِينة النّور أكبَر مستعمَرة إنسَانية عَرفتَها البشَرية
لايقطُنُها إلا الأنقَياء " .. وَلكنّها ليسَتْ كمدِينة أفلاطُون تَماماً ..!!
..هذهِ المَدينة يَسْكُنُها فُقَراء وَأغنيَاء المَشَاعِر وَمُتبلديّ الأحَاسِيس ..! وَلكنْ حِينَ
ينشَقُ الزّمَن عنْ أنَاس خُلِقوا منْ تُراب وَلهُم نُفوسُهم كَـ (كِيزَان السّماء ) ..
لايَحمِلون ضَغَائن الأمس وَلاهَمّ اليَوم وَلاعَنَاء الغَد , فِي طَلعتِهم سَحْنة مَلَك وَبَينَ
أََروَاحِهِم نُور الله , ومنْ أفَواهِهم مِسك أُذفُر , ..! هُم أنَاس لكنّهم ألمَاس , فَحِينَ
يُحيطُون بك تشْعُر بأنّ الأرْضَ تهتَز فَرَحاً بِهِم ,وَفِي غِيَابِهم تَبْكِي السّماء وتذْبُل
زُهورالرّوض لرَحيلهِمْ ..!
هنَا فقَط يَكُون للمَدِينة ضِيَاء وتوَهُج , وتجَليَاتٌ أخْرَى وَذكرَى علَيهَا ينحتُون..!
َ
..يَارذاذَ الحُرُوف ويَا غيمَات الأمَانِي لقدْ كتبتُ لهُم (رسَائِل الوَفاء) عَلى حُصُون
وَقلاع تِلكَ المَدِينة حتّى يَكُون لنَا هُنَاك ( هَنَاءُ اللقَاء ) ..!
وأخبِريهم يَاحُروف بَأن الصّوت يهتفُ بالدُّعاء لهُم ,وَمَامرّ طَيف لهُم إلا وَكَان
نصيبُهم اشتيَاق فِي بقعَة منْ القَلب لاتحفَلْ إلا بِهِم وَلَهُم .. !!
وليسَلمُهُم الرّب أينمَا كَانُوا..!
وهذه همسَة مَع نسِيم الفَجَر:
ألا يانسِيم الفجر سَلّم عَلى فجرِي // فقدْ غابَ الليلُ الطّويلُ منْ الهجْر
تضيءُ الليّالي بالنُّجوم وبدرُها // وليل الجَفَاء منْ غير نَجم وَلابَدر
هكذَا هُو الليّل دُونَ طُيوفِكُم , لانَجْم وَلابَدْر.. !!