يا فهد الهريفي .. لقد أثلجت صدري ..!
بقلم : شاطئ الراحة
الوسط الرياضي بحاجة لأمثال الكابتن فهد الهريفي . الذين لا تنثني أقلامهم و لا تكفّ أبصارهم , أمام تخبطات الواقع الرياضي و عشوائيّته ..!
إن المتأمل في وضع ياسر القحطاني في نادي الهلال و المنتخب , يُبصر بأن هذا اللاعب أستحوذ على الكثير , و صعد على أكتاف الكثيرين مِن مَن حوله في نادي الهلال و في المنتخب السعودي ... بل أنه أصبح مصدر رزق لبعض الكُتّاب الرياضيين ليرفعوا من شأنه , في المحافل الرياضية الداخلية و الخارجية ..! قلت لكم من يتأمل في وضع اللاعب يجد ما تحدثت عنه , فهذا ما ألفناه من هذا اللاعب بعد ما أشرقت شمسه في العريجاء ..!
جاء ياسر القحطاني من نادي القادسية بمبلغ يزيد عن العشرين مليون ريال . و بحكم أن المبلغ بهذا القدر فلابد أن يهيأ لهذا اللاعب سياسة تختلف عن اللاعبين الآخرين , و يجعل له مكانه رياضية و إعلامية تختلف عنهم في نادي الهلال أو في المنتخب السعودي ... فمبلغ هذا اللاعب جاء على دفعتين لعجز إدارة نادي الهلال لسداده دفعة واحدة ... و عليه فإن الظهور الإعلامي الملفت لهذا اللاعب و دعايات مكائن الحلاقة و الألبان و الاتصالات و بيبسي الدائمة و غيرها ... شيء قليل وصل إليه هذا اللاعب . و إلا من المفترض أن يمجّد و أن يكون في كل عمود رياضي في الصحف الرياضيّة كل يوم و أن يمتلك الصفحات الأخيرة لكل جريدة وهو يشتري ساعة أو يلبس حذاء أو يركب سيّارة فارهه ... فنادي الهلال مجبر على أن يظهر هذا اللاعب بهذه الطريقة , و أن يلفت الأنظار بأي صورة كانت و أي طريقة كانت . المهم أن يبقى بالذاكرة , كما بقي غيره بالذاكرة إعلامياً من شماغ المراسيم و قارورة بيبسي ..! علّه يخمد ألم هذه الملايين ..!
في نادي الهلال .. لتفاؤل الجمهور الهلالي بهذا اللاعب . و كونه فأل خير لهذا النادي ( فإن أخفق في الملعب مدح في الصحيفة و لمّع بالصورة ..! ) .. أصبح هذا اللاعب عائق أمام اللاعبين الآخرين من أبناء نادي الهلال , الذين أنجبهم النادي و صقل مواهبهم . فحرمهم من اللعب المستمر مجاملةً له و منهم اللاعب أحمد الصويلح المحروم من حقوقه في نادي الهلال , و كأنه طوق نجاه لإخفاق ياسر بعد كل عشرين مباراة .. فلا هو استفاد من هذا النادي كما استفاد غيره مادياً و إعلامياً , بل كان رفيق حميم لدكت الاحتياط .. و حرم البعض حقوقهم كالكبتنيّة أمثال عمر الغامدي المستحق لها و غير هذا كثير ..!
في المنتخب .. الأمر يختلف , فإذا كانت الجرعة مرّة واحده في الأسبوع في نادي الهلال لابد أن تكون في المنتخب بشكل يومي ..! لماذا يُجامل اللاعب هذا عن غيره من اللاعبين أمثال مالك معاذ و سعد الحارثي و غيرهم ..؟! فلن ننسى مُنديال كأس العالم الأخير وهو أكبر دليل على ما نتحدث عنه و نثبته .. فلم يوفّق اللاعبين في اللعب مباراة كاملة , و إنما كان من نصيب هذا اللاعب اللعب كل المباريات كاملة إلا آخر الدقائق منها ..! و كأن أندية المملكة فشلت في أنتاج اللاعب رأس الحربة .. فإذا تواجد هذين اللاعبين بهذه الطريقة , فوجودهما في النادي أفضل بكثير من أن يكونوا احتياط لهذا اللاعب .. أظن بأنها حرقة الملايين المدفوعة و سياسة سامي المعهودة لأسطوريّة ماجد الجارحة ..! فكما وضّح الكابتن فهد الهريفي بأن مدرب المنتخب ناصر الجوهر يُجامل هذا اللاعب .. هو جاء بها بالصميم و أثلج صدري حقيقةً في هذا الوصف الدقيق و المختصر ( أشكره على ذلك ) عن هذا اللاعب .. فهو لم يُجامَل من ناصر الجوهر و إنما من المنتخب ككل ..!
محمد نور قائد الإتحاد و قائد المنتخب السعودي , حَرم هذا اللاعب من الأضواء لتواجده في المنتخب , و لكونه صانع ألعاب أو لاعب نص , فإن تأثيره الإيجابي أفضل من هذا اللاعب بكثير وهذا اللاعب هو الأقرب للمرمى ..! لذلك كان لزاماً حرمان محمد نور من المنتخب .. حتى يتمتع هذا اللاعب بنقاهة الإعلام و يسرق الأضواء , و يحل القائد للمنتخب بعد غياب محمد نور اللاعب الذي بلغ إعجاب الآخرين و بلغ الصفحات الرياضيّة رغماً عن كُتّابها و مصوريها ..!
حتى الآن جرعة الأسطورة ماجد عبدالله التاريخيّة مؤلمة لهذا النادي و عالقة في أذهان جمهوره , فكل يوم نُصدم بضجيج إعلامي للاعب هلالي مرتقب يقتل هذه الجرعة , و لكن للأسف هذه الجرعة جاءت صافية نقيّة لم ترفعها أقلام و لم تلمعها صور .. بالأمس و على مدى عشرون عام انتهى سامي الجابر فلم يستطع أن يبلغ ما بلغه ماجد .. و اليوم نحن على موعد مع ياسر القحطاني على مدى عشرون عام قادمة .. فلا أعلم متى ينتهي نادي الهلالي من عناق تاريخ ماجد الصعب ... فليكن هذا النادي على واقعيّة من أمره .. فماجد أسطورة لن تتكرر إلا كل مائتي عام .. و لا أظن ذلك ..!
تحيتي لكم ..
موضوع لامانع من نقله