لدي رسالة أتمنى أن تصل إلى كبار القوم:
إن رسالتي التيٍٍِ أكتبها لكم لهي رسالة هامة لا تهمني شخصياً فقط ولا أنت
أخي الكريم : بل تهمنا جميعاً نحن أبناء هذا المجتمع ، فرسالتي هذه هي تعني بأبنائنا وإخواننا وأخواتنا وبناتنا خاصة ونحن في آخر الزمان .
وقد بدأ عزوف إخواننا عن الزواج و إكمال نصف دينه ليس لأسباب اجتماعية أو أسرية إنما لأسباب مادية ؛ مما جعل نسبة الشباب الذين يقبلون على الزواج من بنات مجتمعنا تقل يوماً تلو الآخر ونسبة العنوسة في مجتمعنا في ازدياد مضطرد وكل منا يعاني من هذه المشكلة .
الأب الذي لديه أبناء ويعمل جاهداً ليل نهار لكي يعول أسرته ويحسن تربية أبنائه حتى إذا ما كبر ذلك الابن يبحث كيف يصونه ويحصنه والأب الذي لديه فتيات وينظر إليهن وهن يكبرن أمامه عاماً بعد عام دون أن يطمئن على ابنته وقد وفقها الله برجل يصونها ويحافظ عليها .
فلنكن جميعاً واقعيين ونواجه تلك المشكلة التي تعد معضلة وحاجزاً يقف في وجوهنا ويحطم أحلام شبابنا ونتكاتف للقضاء على مشكلة العنوسة وعزوف شبابنا عن الزواج وإكمال نصف دينه حتى نحميهم جميعاً ونصون أعراضهم .
هل وصلت رسالتي ؟ وهل علمتم ما هي تلك المعضلة التي أتحدث عنها ؟
إنها تمادى الناس في المغالاة في المهور والتسابق في إظهار البذخ والإسراف في حفلات الزواج ويتجاوز الحد في الولائم وما يصحبها من إضاءات عظيمة خارجة عن حد الاعتدال ولهو وغناء بآلات طرب محرمة بأصوات عالية قد تستمر طول الليل حتى تعلو في بعض الأحيان على أصوات المؤذن في صلاة الفجر, وما سبق بعض ما ورد في الحث على تخفيف المهور
والاعتدال في النفقات والبعد عن الإسراف والتبذير، فمن ذلك قول الله - تعالى -: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (سورة الإسراء 26-27) - وقول النبي- صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي سلمه بن عبد الرحمن قال: "سألت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي- صلى الله عليه وسلم - كم كان صداق رسول الله- صلى الله عليه وسلم : (قالت كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا) قالت أتدري ما النش؟ قلت: لا. قالت: نصف أوقية فذلك خمسمائة درهماً, وقال عمر - رضي الله عنه -:" ما علمت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - نكح شيئاً من نسائه ولا أنكح شيئاً من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية" قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - زوج امرأة رجلاً بما معه من القرآن.
وبناء على ذلك ولما يسببه هذا التمادي في المغالاة في المهور والمسابقة في التوسع في الولائم بتجاوز الحدود المعقولة وتعديها قبل الزواج وبعده, وما صاحب ذلك من أمور محرمة تدعو إلى تفسخ الأخلاق من غناء واختلاط الرجال بالنساء في بعض الأحيان, إذا أقيمت الحفلات فيها مما يعد من أفحش المنكرات, ولما يسببه الانزلاق في هذا الميدان من عجز الكثير من الناس عن نفقات الزواج, فيجرهم ذلك إلى الزواج من مجتمع لا يتفق في أخلاقه وتقاليده مع مجتمعنا, فيكثر الانحراف في العقيدة والأخلاق,
بل قد يجر هذا التوسع الفاحش إلى انحراف الشباب من بنين وبنات،
ضرورة معالجة هذا الوضع معالجة جادة وحازمة بما يلي:
1 ـ تخفيف و تيسير المهر في حدود : 30000 (ثلاثون ألف) و من أراد تخفيضه لأقل من ذلك فهو مشكور ، و هو المهر الذي ينبغي أن يكون علنيا و معلنا عليه في مجلس العقد دون مخالفة ، و مخالفته تعتبر كذبا و تدليسا و غشا و غدرا و خيانة للعهد يجب الابتعاد عنها ، مع ملاحظة أنه مهر شامل ، مع إلغاء ما يسمى الملكة و الحنة ، و أما ما يسمى بالجهاز فلا يحق لولي الزوجة أن يشترطه على الزوج و يكون حسب الاستطاعة .
***
2ـ ندعو الأزواج أن لا يستغلوا التساهل في المهور في التلاعب بالنساء و الزواج و امتهان كرامة المرأة ، و يتقوا الله في عهد الله و أمانته ، و آخر ما أوصى به الحبيب محمدـ صلى الله عليه وسلمـ هو النساء .
***
3 ـ تمكين الخاطب من الرؤية الشرعية للمخطوبة على أن تتم بحضورمحرم ، مع عدم ترك الحشمة ( الحجاب ) و اجتناب الخلوة
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )) إشارة إلى التوافق النفسي بين الطرفين، معنى يؤدم بينكما: أن يتفقا وأن تتآلف قلوبهما، أي: أجد أن يدوم الوفاق بينكما.
وهذا الحديث يدل على استحباب النظر إلى المخطوبة، فالرسول أمر بالنظر إلى من يريد الرجل خطبتها وعلل ذلك بقوله: (( فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )).
والمراد أن الرجل الذي يقدم على الزواج وقد رأى المخطوبة واستراحت نفسه إلى الإقدام على الزواج منها، حري بأن تدوم العشرة بينه وبينها.
وهذا أولى من أن يراها بعد أن يعقد عقده عليها فيفاجأ بأنها غير مناسبة له فتجفوها نفسه، أي لا يحدث بينهما توافق نفسي، فترك الخطبة ـ والحالة هذه ـ أهون عليه وعليها وعلى أهلهما من تطليقهما بعد زواجه منها.
***
4 ـ عدم إكراه الفتى و الفتاة على الزواج بمن لا يرغب الزواج به سواء من الأقارب أو غيرهم.
***
5 ـ منع الغناء الذي أحدث في حفلات الزواج بما يصحبه من آلات اللهو و ما يستأجر له من مغنيين و مغنيات و بآلات تكبير الصوت لأن ذلك منكر محرم يجب اجتنابه و الابتعاد عنه.
***
6 ـ منع اختلاط الرجال بالنساء في الأعراس و منع دخول الزوج على زوجته بين النساء .
***
7 ـ تجنب عمليات التصوير بأنواعها و خاصة الكاميرات نظرا لما ينجر عن ذلك من كشف عورات المسلمات
***
8 ـ منع الإسراف و تجاوز الحد في ولائم الزواج لأن المبذرين كانوا إخواناً للشياطين .
***
9 ـ منع منكرات الأفراح التشريعية عند الزواج : و هي المنصة أو الكوشة و جلوس الزوجين أمام الملأ وسط حش من النساء المبديات للزينة ، و هذا ليس من عادات المسلمين.
***
أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الفاضلات التفكير ملياً في حجم المشكلة وتأثيرها على مجتمعنا المسلم وإنها رسالة حقيقية أٌحمٍل الجميع أمانة نقلها لأولياء الأمور و الأمهات .
ويسرني تلقي ردودكم من خلال هذا الموقع من إضافة أو تعليق أو اعتراض على بعض ما ورد في هذه الرسالة .
والله الموفق
العرض العادي
