كانت تتحدث عن طالبة قد درستها في تعليم الكبيرات وكان عمر
الفتاة اثنا عشر عاما وأنها قد واصلت دراستها حتى أولى ثانوي
وتزوجت ولها ابن ، فقلت : لماذا لم تدرس في النهار مع الناس ؟ هل
فيها إعاقات؟! فقالت: لا إنها نابغة ذكية ! ولكن أبوها رفض إدخالها
المدرسة لتدينه! وتأتي إلينا في التعليم المسائي من دون علم
والدها يعني بخفاء مع الباب الخلفي وكانت والدتها تساعدها على
ذلك! فقلت: لها أستميحك عذرا أتقولين أن هناك فتاة الآن لا تذهب
إلى المدرسة في مجتمع مدني!!!
قالت: صبرا فلم العجلة!!!
قلت: لا والله هو استغراب ليس إلا !!
قالت : أتعلم أن هناك فتيات يذهبن إلى المدرسة بخفاء !!لمن تيسر
لهن ذلك!
قلت :وكيف؟!
قالت : بكل بساطة آبائهن متشددين! قلت: متشددين فيماذا؟ قالت:
هناك آباء لايريدون للفتاة أن تتعلم ! ويعتقدون أنه طريق لإفساد
الفتاة!
قلت : وهل التشدد في الدين يرفض العلم؟!وهل هناك مثل هذا التيار
هنا؟!وهل .؟!
قالت : لا تسألني وتفتح لي محاضرة! رح اسئلهم وناقشهم لا
تناقشني! وبدأت تعد علي بنت الفلان وبنت الفلان حتى وصلنا وانتهى
حديثها!!
فقلت في نفسي هل من المعقول حدوث مثل هذا التأخر في مجتمع
مدني؟!
وكم من فتاة تعايش هذه الظلمة! ولا أعلم أن الدين يسجن أو يجهل
-بتشديد الهاء.
فهل أعجب بصنيع الأمهات هنا أو أتعجب منهن!! أو أرثي حال الآباء
الذين لم يرعوا الرعية اللازمة حق رعايتها!! ...أو أحزن على وضع تلك
الفتيات! لهن ربي ! أو...دمتم بخير