بسم الله الرحمن الرحيم
5-4-1450 للهجرة
كانت ليلة سعيدة من اسعد ايامها...لقد ودعت ابنتها الصغرى
الى بيتها الجديد بعد ان اوصت ابنتها بزوجها واوصته بها.
عادت الى البيت وهي متعبة ...
دخلت غرفتها وجلست على ذلك الكرسي ودموع الفرح في عينيها.
واخذت تستعيد الذكريات....
ذكريات طفولتها وماكان فيها من شقاوة وكيف كانت تقضي وقت
فراغهاباللعب مع اترابها...
ذكريات شبابها وكيف كانت تهتم بنفسها وبحثها عن الموضات
ذكريات ذلك الجهاز الذي كان اداة تسليتها اذا ملت من اسرتها
نعم انها تتذكر صوت امها وهي تناديها وهي منكبة على ذلك
الجهاز انها تتذكر تلك الاسماء الوهمية التي كانت تطل عليها
بالخير تارة وبالشر تارة اخرى...
انها تتذكر ايام دراستها وزميلاتها اللواتي تفرقن , كيف كانت
تتباهى بزينتها امامهن وتجري المنافسات بينهن من هي ملكة
جمال صفها او شعبتها....
انها تتذكر ايام زواجها الحلوة وزوجها المخلص الذي فارق
الدنيا....
تتذكر شقاوة اولادها الذين تفرقوا عنها فابنائها ابعدتهم
لقمة العيش عنها وبناتها رحلة كل مع زوجها...
اقتربت من المراة ونظرة الى نفسها فراة تجاعيد خلفها الزمن
على وجهها وتساءلت هل انا التي كنت من اجمل البنات؟؟ ام اني
كنت في حلم جميل؟؟
ابتعدت عن المراة وتطلعت يمنة ويسرة فلم تر احدا حولها
ثم قالت هل ساعيش لوحدي في عالم غريب عني ؟؟
اني ولو كنت مع ابنائي فانا اعيش لوحدي لااجد من يعرف اهتماتي
ولا اعرف عصرهم ولااجيد التعامل معه لااجد من يقرا افكاري
فاترابي رحلوا وبقيت انا انتظر يوم الرحيل ...
تاوهت بعد ذلك وانصرفت الى مرقدها لتختم يوما من ايام العزلة
وتستقبل غيره..........
العرض العادي
