عندما تتكاثر الهموم وتزدحم خارطة القلب بأحزان الدنيا فالى أين يلجأ العبد ؟؟؟
جلست منفردا في محراب خلوتي...
وما كدت أدخل حتى ... أمسيت في عالم آخر ...!
عالم كله طهر طهور الماء
لا تكاد أطرافي تتمالك نفسها ...
وترمي عيني نفسها على المكان ...
مابين شجر بألوان متشابك الأغصان ...
وطير يغرد في صوت يسري في الجنان ...
وقمم لجبال عالية تحيط بالمكان ...
فيكون ثمة إرتقاء بالرووح
وتأمل لتسبيح شجر ...
وتغريد طير فصيح ...
وهو اهتزاز الوجدان مع الرب ...
فيكون العيش معه لأوقات ...
ويغرد الفؤاد كما غرد الطير ...
يا خالق الشجر ...
يا منزل المطر ...
يا عالم الخبر ...
يا نازلا في السحر ...
يا هاديا لمن غبر ...
يا من أبصر وستر ...
يا من علم وغفر ...
يا رحيما يا كريما يا مجيبا لدمع انهمر ...
كن بي ودودا يا حبيب ...
كن لي معينا يا قريب ...
كن معي هاديا يا مجيب ...
كن لحالي ساترا يا وهاب ...
كن لدمعي قابلا يا تواب ...
كن لروحي مطهرا يا ملاذ ..
ثم هي المعاني السائلة تنطلق ..
فتكون بردا وسلاما على محياي ..
تزيد من لهيب في القلب..
وتشعل يقينا في الروح ..
وتحمي نار الحب في الصدر ..
كأن ذاك الطائر يمرح فيه ..
كأن نسمات السحر تداعب حناياه ..
كأن قطرات المطر ترويه ..
أهيم مع حالي ومقالي وسؤالي .. في هيئة لا يراني فيها إلا الرب الكريم ..
وبعض من مخلوقاته التي لا تعرف سوى التسبيح ..! فيكون الولع في المعاني ..
ويكون للجبل مباني ..
وتمر الذكرى والآلام ..
وتعرض المواقف والآمال ..
فيوقفني صوت طائر يغرد على طريقته ..
ينقر الخشب في العلو ..!
وقفت .
نظرت إليه .. سارع بالنظر إلي ..
وعاد ينقر الخشب إذ هو في قمة الشجر ..!
وقف قلبي وجمد دمعي ..
كأنه يقول لي بنقره :
أخلق بذي الصبر أن يحضى بحاجته ..
ومدمن القرع للأبواب أن يلج ..!
فما ثمة غير قرع مستمر ، في علو ! واستمر طائري ينقر حتى تركته ..
وأدركت المعنى وفهمت الرسالة .. وتذكرت حال محب مثلي باح بخبره ..
فرددت بوحه ومني مزيد ...
رب ....
أسألك بسبحات وجهك وبأنوار قدسك ..
وابتهل إليك بعواطف رحمتك ولطائف برك ..
أن تحقق ظني بما أؤمله من جزيل إكرامك وجميل إنعامك ..
في القربى منك والزلفى لديك والتمتع بالنظر إليك ..
وها أنا متعرّض لنفحات روحك وعطفك ..
ومنتجع غيث جودك ولطفك ..
فارّ من سخطك إلى رضاك .. هارب منك إليك ..
راج أحسن ما لديك ..
معوّل على إحسانك..
مفتقرٌ إلى جودك وكرمك ورحمتك..
إنني عبدٌ لربي