عفوًا .. حـالـتي المـادية لا تسمح !
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
ما إن يسافر زوج خالتي –والذي لا يقر له مقر – حتى تبدأ حرمه المصون باتصالاتها (الدينية) !
وتستفتحها كالعادة باتصال على أمي الحبيبة :
شرايكم نجتمع .. صلة رحم واحنا مقصرين ؟!!
ويا سبحان الله !
صلة الرحم عند خالتي لا تكون إلا باستراحات غالية ، بوفيهات ، ملاعب ، حلويات .... إلخ !
ولكم أن تتصوروا .. في أسبوع الإجازة الماضية دفعت كل أسرة مبلغ 5000 ريال !
لأجل صلة الرحم ومدتها يومان في إحدى الاستراحات !
الأغرب .. أن مجتمع أخوالي يجمع كل الطوائف المادية !
ففينا المليونير .. وفينا المستحق للزكاة –وبدون مبالغة- !
وكذلك كل الطوائف النفسية ، فمنهم الكريم ومنهم البخيل المقدس للهلل !
وكذلك طبيعة أحوالهم .. فمنهم من يؤثث بيته ، ومنهم من يجمع لزواجه ، ومنهم من يسدد دينه ..
ورغم ذلك الكل يتكلف لأجل أن يسلم من التعليقات من أشكال ( خسرانين في خوالهم كم فلس ) ، ( مايبون جمعتنا ) ، أو الهمز واللمز بحالته المادية !
وكم أعتب على خالتي الحبيبة ، التي تظن نفسها أفضلنا بحكم أنها تجمعنا ، وما تدري بأن نصف من يحضر قد أتى مجاملة أو كلف على نفسه أو تخالف مع زوجه !
وأولهم أختي التي لعنها زوجها ولعننا ولعن خوالي !!
ودفعت أمي عنها !
وثانيهم .. خالتي التي حضرت يوم فقط كي تدفع نصف المبلغ !!
وثالثهم نحن .. الذين خيرنا والدي بين هذه الاستراحة في غبار الرياض وبين شاليه في المنطقة الشرقية .. فاخترنا الأولى –مجاملة من أمي لخالتي- !!
أصبحت –بصراحة- إذا سمعت عن سفرة جديدة لزوجها أضع يدي على قلبي ؛ لأني أعلم بأن النبض الديني سيزداد عندها لتبحث تلقائيًا عن صلة الرحم !!
تنتهي الإجازات ونفرح بانتهاء سالفة (القطات) التي كل أسبوعين تقريبًا ، وتبدأ كل أسرة بتفقد ميزانيتها المتهالكة وتتحسر على الألوف التي كان البيت والأسرة والمدارس أولى بها !!
ومع ذلك لا يزال للصرف بقية !
تخرج ، خطوبة ، ملكة ، بيت جديد ، نجاح ، ترقية ، مولود ، موت !!!
نعم مجتمعنا المادي وصل إلى مرحلة مقززة من التكلف والمظاهر حتى الموت على هيبته لم يسلم من ذلك .. فتمد السفر وعليها من الذبائح ما لذ وطاب !!
وأنا مع الهدايا فهي مفتاح القلوب الأول ، ولكن لماذا لا تكون شيء بسيط جدًا !!
ابنة خالتي .. أهديتها في ملكتها وردة جوري واحدة بدون تغليف ولا زحمة ، وزجاجة عطر ..
الكل تفاجأ بذلك ، وحتى ابنة خالتي ( حز في خاطرها ) !!
وأنا أكاد أقسم بأن هديتي تحمل صدق و وفاء العالم كله !
فهي لحبيبتي و نظر عيني و صديقتي قبل أن تكون ابنة خالتي !
فهل يعقل أن الحب بات بقاس بالمال أيضًا ؟!
نسيت أن أحدثكم عن قهوة المغرب التي بدأ بها خوالي بدلًا من ( العشيات والكلافات على حد قولهم ) !
مع القهوة .. أشكال الشوكولاتات المغلفة والمكشوفة وتلزمين كزائرة بإحضار سلة ذوقًا !
مع الشاي .. كل أصناف المعجنات والورق عنب والكبة .. مع اختلاف التقديم والديكور !
مع العصير .. أشكال الباي !
مع الكابتشينو .. كل أنواع البسكويت !!
علامة استفهام كبيرة ، أترك حلها لكم .
|