من يـواسينــي..؟

[زين نجد]

ومن يصنع المعـروف في غير أهله *** يكن حمـده ذمـاً عليه وينـدمِ

هذا طالب من الأوائل في المدرسة وبسبب تعرضه لحادث وانقطاعه عن الدراسة والمدرسة لأكثر من شهرين نزل معدله في امتحان النصف الأول
فقرر في النصف الثاني أن يؤجل دراسته إلى السنة القادمة لكي يحصل على معدل عالي.
وكان بالنسبة لي قرار أعتقد أنه من طالب حكيم ينظر لمستقبله بكل همة واجتهاد.

كلمته عن والده وأنه لابد من موافقته في تأجيل الدراسة.
فقال: أنا لا أعني له شيء.!لأنه متزوج بأخرى ولا يهتم بنا.
ومع ذلك فقد حاولت أن أتواصل مع والده ولكن دون جدوى.
بعدها تم استدعاء أخيه الأكبر فقال : هو حـرُ في نفسه، وفيما يراه.!
وقد حررت تقريراً عن ذلك وقع عليه الطالب وأخيه.
وتم له ما أراد فقد أجل دراسته للعام القادم.


بعدذلك شكا حالته المادية وتخلي والدهم عن الصرف عليهم بعد زواجه.
ولأنه أكبر إخوانه ويتحمل المسؤولية ويحمل هم أخوته مع صغر سنه إلا أنه قرر أن يبحث عن وظيفة يساعد فيها أمه وإخوانه على مصروف البيت.
وقد طلب مني أن أساعده في ذلك.!
وفي أسبوعين حصل له ما يرد وهذا بفضل الله ثم بفضل أصحاب القلوب البيضاء وباشر وظيفته المؤقتة راتبها 1750 ريال دوامها من 4 عصراً حتى 9 ليلاً.

وبعد يومين من دوام الطالب في عمله أجد نفسي أمام الأب في إدارة المدرسة الذي أمطر علي وابلاً من الاتهامات
وأنني السبب في ضياع دراسة الابن وموافقتي لرأيه على توقفه عن الدراسة لهذا العام.
يا الله.. لا أكاد أصدق.!
كنت أظن أنه جاء ليشكرني ويثني علي.!
تمنيت أنني ساعدت الطالب من جيبي الخاص كل شهر ولا أرى هذا المشهد خصوصاً أن الأمر سري لم يطّلع عليه أحد ( وهذا واجبنا تجاه المشاكل الطلابية ).
لم أكد أتحمل هذا الكلام من ولي الأمر – خصوصاً أنني شخص لا يحب الحوار مع من لا يجيده ولا يعرف آدابه-
فخرجت وكلي أسف على تحملي لأكثر من ثلاثة أسابيع أحاول أن أجد الحلول لتلك الطالب مع( فتح دراسة حالة ) التي تحتاج إلى دقةٍ في تقصي المعلومات .
خرجت بعد أن أغلقت هاتفي وأنا متأسف على صنيعي فضاقت بي الأرض بما رحبت وانغمست في تفكير عميق نسيت معه أنني أقود سيارتي في زخم هائل من الزحام فقد كنت شارد الذهن على غير عادتي..!
دخلت المنزل وأنا أريد أن أفضفض لمن حولي، ولكن لم أجد سوى مكتبتي التي تنعم بالأقلام والأوراق فأمسكت بقلمي وسردت كلاماً طويلاً أخرجت معه كل ما أحمله من همٍ.

خفف من مصابي تلك الأحاديث التي في ذاكرتي ومنها :
قوله صلى الله عليه وسلم: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ،
ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته ،
ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "..... و الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ".
بعدها عادت حياتي العملية كأول سابقها ،قررت معها ألا أتوانى في خدمة الناس من أجل أناس أعتقد أنهم من – سقـط المتــاع -
بسبب سفاهتهم وعدم تقديرهم لمن يعمل لصالح فلذت أكبادهم.

أترك لكم المتصفح لعلي أجد من يواسيني خصوصاً أن الإنسان مجبول على حب الثنــاء.!

حكمـة /

الحفرة التي سقطت فيها.. هي التي علمتك كيف تتسلق،فلا تجزع وتستسلم للأزمات.

دمتـم بـود،،،

أبـو وســـن

الأربعاء،30 مارس ( آذار )، 2011