بسم الله الرحمن الرحيم
إخــوتـي رغـم أن هـذه الـحـادثـة مـن الـعـام الـمـاضـي إلا أنـهـا بـقـت فـي
ذاكـارتـي لـيس طـمـعـاً أو حـسـداً بـدخـلـهـا الـمـادي ولـكـن حـسـرة عـلى
مـا وصـل إلـيـه بـعـض شـبـابـنـا وخـاصـة الـعـاطـلـيـن مـن فـراغ وإسـتـراحـات
تــصـحـبـهـا هـمـوم الـشـبـاب بـطـاقـاتـهـم والـتي لـو إسـتـثـمـروهـا لـعـادت
إلـيـهـم بـالـخـيـر الـوفـيـر ولأسـرهـم .
( عبدالرؤوف ) ... عـامـل بـاكـسـتـانـي يـعـمـل في خـيـاطـة الـثـيـاب الـرجـالـيـة
أغـلـق الـمـحـل لـفـتـرة طـويـلـة ( فترة جني التمور ) فـقـلـت فـي نـفـسـي
لـعـلـه سـافـر إلـى بـلـده .
بـعـد إنـتـهـاء مـوسـم الـتـمـر فـتـح الـمـحـل فـقـابـلـتـه وأخـبـرنـي بـالـقـصـة
وسـبـب الإغـلاق بـأنـه وجـد الـربـح فـي هـذا الـوقـت خـاصـة ( تجارة وبيع التمور )
... حـسـرة عـلـيـكـم يـاشـبـاب أنـتـم أولـى وأحـق مـن ذلـك الـعـامـل الـذي
عـرف كـيـف يـكـسـب بـمـدة قـصـيـرة الـمـلايـيـن والـبـعـض مـنـكـم هـمـه
الأول والأخـيـر الـتـسـكـع فـي الـشـوارع والـسـهـر فـي الإسـتـراحـات
ومـن فـاز ومـن هُـزم ، أسـألـكـم بـالـلــه هـل الـحـيـاة سـوف تـسـتـمـر هـكـذا ؟
إلى كل من يسمى مسؤول
إلـى مـتـى وهـؤلأ الـعـمـالـة هـم الـمـصـيـطـرون عـلى الـخـيـرات ؟
ألا تـعـلـمـون بـالـمـلـيـارات الـتـى يـتـم تـحـويـلـهـا لـبـلـدانـهـم والـمـواطـن
أحـق بـهـا مـنـهـم ؟
لـمـاذا لا يـكـون هـنـاك بـمـا تـسـمـى الـسـعـودة فـي شـراء الـنـخـيـل
بـثـمـره وخـيـرات الأرض الأخـرى مـن أصـحـاب الـمـزارع ؟
هـل المـسـؤول يـخـرج إلـى الـمـيـدان ويُـشـاهـد بـعـيـنـيـه ؟ أم تـنـظـيـر وبـيـع
كـلام والـواقـع شـي أخـر ؟
خيراتنا من البصل بجميع أنواعه والحبحب والشمام والبطاطس والرمان وغيره ...
كلها بين فكي ( رفيق وأصدقائه ) والمواطن كأنه عصفور جريح غريب بينهم .
قمت بزيارة لبعض الأحياء التي يقطنها مثل هؤلأ ( الـهـوامـيـر ) من الباكستان
والأفغان فقد شاهدت العجب سيارات الداتسون في كل ركن وكأنك في كراتشي
أو كابل يستعدون لموسم الحصاد والربح في هذا البلد المعطاء والذي للأسف
بعض أفراده يتسولون عند المساجد والمحلات التجارية .
أخــي الـمـسـؤول كـبـيـراً كـنـت أم صـغـيـر أخـرجـوا وشـاهـدوا فـأن الـذي
يُـشـاهـد لـيـس كـمـن يـسـمـع ، فـهـذه سـنـة نـبـويــة مـهـجــورة لـلأسـف .
دُمــتــم بــخــيــر ،،،
عـــواد ....... الــعـــواد