بهدوء وعقلانية ....
دراسة مستفيضة لمشهد المنتدى البريداوي !!
هناك علاقة مضطردة ومتناغمة إلى حد بعيد تربط بين المشهدين " المنتدى البريداوي - والعراقي " فأوجه الشبه كبيرة جدا بينهما وعلى جميع الأصعدة ، وبنظرة شمولية أكثر يمكننا أن نلخص الواقع المرير الذي تكابده وتعانيه الساحة العراقية اليوم بما تشهده وتعانيه ساحة المنتدى البريداوي !!
- فحكومة الظل " مسلوبة الإرادة " في المنتدى البريداوي تشبه نوعا ما حكومة المنطقة الخضراء " الضعيفة " . والطبقة الإدارية " المخملية " في المنتدى البريداوي ! لا تختلف كثيرا عن الطبقة السياسية " المتنفعة " في الحكومة العراقية فكلا الطبقتين مغيبة ومهمشة عن اتخاذ القرارات ومسيرة حسب أجندة معينة تحكمها المصالح الفئوية الضيقة .
- كما أن هناك أوجه شبه بين النسيج المكون لمجتمع المنتدى البريداوي المتفاوت من حيث الأفكار والأعمار ، وبين الفسيفساء المكونة للمجتمع العراقي .. فكما يوجد هناك سنة وشيعة وأكراد وتركمان ويزيدية وصابئة ، يوجد هنا مفكرون ومبدعون ودنجوانات وشبيحة وناشئة ومشاكسون ورعاع !!
تلك المعطيات أثرت بدورها على الوضع العام للمشهدين ، فبدأ التحزب والتخندق خلف العرق كالقبيلة أو الطائفة كالمجموعة ( الشلة ) ، وأظهرت لنا فرقا ومجموعات بين ظفريين ( مليشيات ) متصارعة ومتحاربة فيما بينها ، وكلاً منها يحاول أن يفرض تواجده وسيطرته على الساحة ، فغاب الحوار الهادف واختفى صوت العقل واضمحل الفكر واندثرت الفاعلية ، وتفشت البطالة الأدبية وجفت موارد الإبداع ونهبت إرادة التطوير والبناء لهذا الصرح المعلوماتي ، فآثر المبدعون الصمت خوفا من تصفية أقلامهم واغتيال خصوصياتهم ، فالساحة أصبحت اليوم ملكاً لرويبضة الحروف وأرباب البذاءة وشق الصفوف ،فسالت الأعراض حبرا على أيدي أولئك المتنافسون !! وأعدمت الصداقة وشنق الود على أبواب ردودهم وغيب الاحترام المتبادل بقرار إداري ....
فهذا يجعل من التهكم والتسفيه علاجا وسلاحا لأعدائه ، والآخر يمتطي الإسفاف والبذاءة وسوء الأخلاق للرد عليه ، وفريدا في نوعه ومحاسنه يجعل من الرعونة والانحلال والعهر الأدبي عنوان لرسائله !! ومتورطا في ذلك يتبرأ من سوأته ....
كل ذلك يحدث على مرئ ومسمع من إدارتنا الفاقدة للمصداقية قبل الشرعية ، ولا غرابة في ذلك فإدارتنا تعاني من الضعف والهشاشة في جميع مفاصلها ، إضافة إلى التخبط والمحسوبية والمجاملة في قراراتها ، والخاسر الأكبر في كل ذلك هو أنا وأنت عزيزي القارئ أو المواطن !!
سؤال أخير ومشروع هل ستحذو إدارتنا ورئيسه ،حذو حكومة نوري المالكي وتقف وقفة صادقة وحازمة في وجه المليشيات والخارجين عن النصوص ؟؟
أم أنها ستنتظر صدور الفتوى من مراجعنا الكبار دام ظلهم ؟