في ضجيج العربات .. تتسارع الكلمات مني رافضة إلا الخروج على الملأ لتعلن إبراء ذمتها مما يحصل .. وعند ضجيج العربات ليس لي إلا هذه الكلمات !..
في هذه الأيام الكل يشهد ويلحظ ما يعِنُّ للناس من استنفار وارتياد مزعوم مراد ، الكل يدخل الأسواق الكل يشتري ( شوفان كويكر ) .. البعض من العائلة يأبى إلا أن يكون من ضمن الأصناف ( سن كويك ) .. والآخر لا يرتاح إلا إلى ( لقمة القاضي )!! .. الكل ينهج هذا النهج إلا من رحم الله أو لا يملك حتى يفعل ! .. الكل في سباق محموم نحو الأسواق والسوبرماركات الكبرى للفوز بالأصناف المخفضة كما يزعم بأنها كذلك وربما تكون كذلك . لا أجزم .. الكل يشتري وينتقي من أجمل الأصناف ويتلذذ ويرى ماهو الجميل واللذيذ وما هي ( السنبوسة ) التي يكون طعمها رائع بعد المغرب وأثناء الضحك والقهقهة على ( طاش ما طاش ) .. الكل في زحام الكل لا يرضى بأن تكون فاتورته أقل من 800 ريال وإلا فإن ( المقاضي والأغراض ) والمشتريات لا تكفي لرمضان كاملا .. الكل في غفلة الكل يتسابقون إلى مشروع تسمين عظيم .. هذا حالنا في هذه الأيام يا أخواني الأعزاء .. رحماك يا ربنا بما تكسب أيدينا .. . .. هذه الأيام الكل لا ينظر إلا إلى نفسه فقط وينسى أو يتناسى جاره وصديقه وصاحبه وابن عمه وخاله ينسى الرجل جاره المسكين وينسى عمه الضعيف الذي لا يعيش إلا كفافا ، وينسى أو يغفل راغبا .. ربما.. عن صاحبه الذي لا يملك مالا يسد به حاجته لو يوما واحدا ونحن نشتري ونشتهي ونأكل ونضحك وإخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير والكثير من البلدان الإسلامية يضطهدون ويؤخذ حقهم فضلا عن أن يباح لهم بالسير في حياتهم العادية دونما مضايقات أو إعاقات نعم .. بل ربما يعين عدوهم عليهم فيشتري من أغراض رمضان ماهو يتبع هؤلاء الفسقة الظالمين ما يعينهم على ارتكاب الجرائم ويحسن اقتصادهم وهو يضحك ويأكل لا يأبه بهم .. نعم أنا لا أعاتبه ثم يرد علي فيقول أين لي من طريق حتى أوصل لهم المعونة .. فأقول له جازما ادع لمن يبعد عنك ومن لا تسطيع الوصول إليه ولكن اهتم بمن حولك من المساكين فهؤلاء الإخوة القائمين على المشاريع الخيرية مثل المستودع الخيري والمجمع الخيري وجمعية البر وكثير من المناحي الخيرية تتكفل بإيصال المساعدات لهم فقط ادفع لهم وهم يوصلون .. ادفع لهم مالا وهم يوصلونه كما تطلب .. ألا تعلم أن إفطار الصائم الواحد في اليوم الواحد فقط بخمسة ريالات يعني أن عشرة أيام بخمسين ريال فقط وشهر كامل بـ 150 ريال يعني أنك إذا دفعت 150 ريال كأنك صمت شهرين بمدة شهر واحد ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجره شيئا ) فبادروا إخواني إلى هذه الغنيمة الباردة العظيمة وثقوا بوعد الله ورسوله فوالله إنها فرصة لا تفوت ، ومن يدري أنه يعيش كامل رمضان أو رمضان القادم أو غد أو بعد غد .. أرجوكم والله إني مشفق وإني أنا من أكثر الناس تهاونا بهذا الأمر ولا تحسبوني ذاك الرجل الذي لا يفوت عملا خيرا أبدا كلا والله .. ولكن ما في نفسي أنقله لكم علّ الله أن ينفعني وإياكم .. الذي أطلبه من خلال هذا المقال هو ألا تنسوا إخوانكم القريبين منكم من ذوي الحاجة إما بالصدقة أو أن تشتري له مع أغراضك أغراضا ينتفع بها او تدفع له مالا يكفيه ويفيده ، ثم الأمر الآخر إن كنت لا محالة مشتريا فلا تشتري منتجا أمريكيا أو يهوديا فهذا ما يقتلنا وإخواننا في بقاع العالم .. هذا ما أردت قوله والرأس والأفكار ملآنة وانتظروني .. فهناك المزيد ..
تقبلوا تحيات محبكم .. عصي الدمع ..