وكأننا في غابات تشاد أو السودان !!
عندما يقوم مجموعة من الصيادين باستئجار مرشد سياحي وهو بالأساس شهادة عدم تعرض !!
فليست المسألة في ضياع بقدر ما هي ضمان معاملة لوجود رجل يعرف دروب الهرب والاختباء أكثر من معرفة أماكن الغزلان والطيور !!
فالقاعدة تقول : ادفع أكثر لتعرف أكثر !!
وهذا ما جعل صاحبنا يطبقها فلم يعد هناك سبيل آخر يضمن به معرفة حقه إلا بهذه الطريقة !!
والقضية قبل شهرٍ تقريباً حيث خرج صاحبنا من بيته ليجد سيارته ( الجيب ) قد ( صدمت ) من الخلف !!
ولهول الصدمة على صاحبنا اتصل بالشرطة من غير شعور !!
سيارة بأكثر من مئة ألف ريال وعند البيت ( تصدم ) بهذه الطريقة !!
وربما أحس صاحبنا بالخوف مما حدث أو إنه فكّر بعمليةٍ مخططٍ لها !!
حضرت الشرطة قبل المرور للموقع ولكن لا أثر للسيارة الأخرى !!
سجلت القضية كغيرها وانتهى الجمع على وعد خير !!
دام صبر صاحبنا حوالي شهر وهو يبحث ولكن ما من مجيب !!
إلا أن تهيأت له فرصة سماع معرفة أحد الشباب بصاحب السيارة التي اصطدمت بسيارته !!
فذهب إليه وقال بالحرف الواحد : هذه خمس مئة ريال إن أخبرت من يكون صاحب السيارة !!
وعد الشاب صاحبنا خيراً ، وقد يكون لوقع الخمس مئة دوراً في تسريع عجلة حل القضية !!
حدد الشاب بعد يوم أو يومين تقريباً وبدأت المفاوضات !!
حاول صاحبنا وهو لا يزال يحاول أن يعلّم أولئك الشباب أن الاستهتار والهرب هو الذي زاد من غضبه عليهم !!
ويستغرب صاحبنا وهو رجل في الخمسينيات من عمره من كيفية التعاون من الشباب مع صاحب السيارة !!
يقول : حتى إنهم سحبوا السيارة بطريقةٍ احترافية !!
صاحبنا لا يهمه تقدير الأضرار التي لحقت بسيارته بقدر ما يهمه تعليم الشباب درساً مجانياً اسمه الاعتراف بالخطأ !!
وعلى ما يبدو أن القضية ستغلق قريباً فصاحبنا معروف بحبه للخير !!
وقضية أخرى يشترك فيها صاحبنا وإن لم يكن بطلها كما في تلك القضية !!
في أحد الإشارات ترافعت أصوات الشابين في خلافٍ بسيط !!
وبعد انطلاق السيارتين فوجئ أحدهما بانحراف سيارة صاحبه ( حدّه ) على سيارته مما جعل السيارة تنقلب !!
انقلبت السيارة ولقي الشاب مصرعه في هذا الحادث !!
ما زالت الأم تعاني أثر الصدمة !!
سجلت القضية من دون معرفة الفاعل !!
وشاء الله أن يكون أحد الشهود حاضر القلب قبل العين !!
حدد الشاهد نوع السيارة ولونها !!
وبدأت عملية البحث عن مرتكب الحادث !!
وكالعادة كانت الأخبار تتسرب بحذر ولكنها أتت لأهل ذلك الشاب !!
وبتوفيق من الله تعالى تم تحديد الحارة التي توجد بها السيارة !!
وبعد جولةٍ قصيرة استطاع الرجل معرفة البيت الذي تقف أمامه السيارة المطلوبة !!
قرع الرجل الباب ففتح له أب الشاب !!
قال له : هل هذه سيارة ابنك ، قال : نعم !!
قال الرجل : هذه السيارة ( حدّت ) سيارة ابن أخي في شارع كذا والشاهد موجود !!
حاول الأب التخلّص من الرجل ولكنه لم يستطع ذلك !!
حيث تعذّر الأب بعدم معرفة ذلك !!
ولكن الرجل رد عليه بأنه من قام بتصليح السيارة فكيف لا تعرف ذلك !!
وفتحت القضية من جديد !!
وبالنظر في القضية تبيّن أن السيارة أخرج لها ورقة إصلاح من المرور !!
وحيث إن صاحبنا السابق في القضية الأولى يعرف أصحاب الورشة الذين استقبلوا السيارة وأصلحوها !!
تنبّه لما قد يقع فيه أقرباؤه فطالبهم بإخراج ورقة التصليح !!
وتبيّن أن المشكلة من ضابطٍ قام بتغيير لون السيارة من ذهبي إلى أبيض !!
وأثبتت القضية على ذلك الشاب !!
وأخذ عاقبه الغير عادل حيث سجن لمدة شهر تقريباً وأطلق سراحه !!
بينما أهل ذلك الشاب المتوفى لا زالوا يعانون من أثر الصدمة !!
لا حول ولا قوة إلا بالله
هذه القضايا التي نسمع عنها تجعلنا أمام واقعٍ متوحش غاب عنه الضمير وحضرت عوضاً عنه الواسطة والتستر !!
وهي بلا شك تجعلنا أمام تحدٍ صعب لا نستطيع السير معه بنفس الخطى التي توصنا لنهايته !!
وما أصعبها من نهايةٍ عندما تنكشف الأقنعة وتتساقط الرموز !!
هي حياة الغاب فالقوي يأكل الصغير وليس أكثر من هذا !!
تحياتي للجميع
التاج في 1/11/1424هـ