يقيم الإسلام سياجا في المجتمعات ، يحفظ به حرماتهم وكراماتهم وحرياتهم ، ويقدم الإسلام مبادئ في الرعاية والعناية بحقوق الناس ، فلا يؤخذون بالظن ، ولا يحاكمون بالريب ، ولا يصبح الظن أساسا للتحقيق معهم ، ولا للتحقيق حولهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا ظننت فلا تحقق ) أخرجه الطبراني ، ومعنى هذا بصراحة أن يظل الناس أبرياء مصونة حقوقهم ، وحرياتهم واعتبارهم حتى يظهر بوضوح أنهم ارتكبوا ما يؤخذون عليه ، ولا يكفي أبدا مجرد الظن بهم لتعقبهم.
فأي مدى من صيانة كرامة الناس وحقوقهم ، واعتبارهم ؟ وأين أقصى ما تتعاجب به أحسن البلاد ديمقراطية وحرية ، وصيانة لحقوق الإنسان فيها من هذا المدى الذي هتف به القرآن الكريم للذين آمنوا حين قال لهم: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) سورة الحجرات .
ويحرم الإسلام التجسس ، والقرآن يقاومه ويكرهه ويمقته أشد المقت لأنه عمل دنئ من الناحية الأخلاقية ، ويريد الإسلام بذلك تطهير القلوب من أمثال هذه الاتجاهات الخسيسة لتتبع عورات الآخرين ، وكشف سوءاتهم ، وتمشيا مع أهدافه العليا في نظافة الأخلاق والقلوب ، وصيانة الأمة من العبث والإجرام ، والأمر أكبر من هذا أثرا : فهو مبدأ من مبادئ الإسلام الرئيسية في نظامه الاجتماعي ، وفي إجراءاته التشريعية والتنفيذية ، إن للناس حرياتهم وحرماتهم وكرامتهم ، التي لا يجوز أن تنتهك في أي صورة من الصور ، ولا أن تمس بحال من الأحوال .
منقول
***** اسأل الله العظيم ان ينتفع بها كل متبع هوى في هذا المنتدى الذي سخر قلمه في تصديق كل خبر لم تثبت مصداقيته