الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز.. بين فرحة "يوم التخرج" وتطلعات "مجتمع الغد هي نمــوذج واعــد.. للفـــكـر الجــامعي الجــديــد
*أبي ملهم الشعر.. والرياض شقيقتي الكبرى!
*أمن اليوم هو "الأمن الفكر" ومقولة الأمير نايف عن "العولمة والانترنيت" رأي حكيم في نظرته المستقبلية
*التخرج إنجاز أولي.. والنجاح الحقيقي هو أن أعي ما تعلمته!
*والدي "سلمان" وعدني وعد "الرياض" وقد وفى بالوعد لنا معاً!
*ساندني من لا شيء.. حتى تمكنت من "أن أقـــول كل شيء".. ومــا زلت أطمــح إلى المعـــالي
*هذه القصيدة إجابة لتساؤل دائم. رمزه "الصحارى"!
*العمل الخيري في مجتمعنا ظاهرة صحية ولازمة
*أبذل ما أستطيع في سبيله.. وما زلت مقصرة
*أتمنى أن تتحقق هذه الأمنية.. لمجتمعنا
*العقل والوعي سلاحان لا يفترقان في عصر "العولمة
الاميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز
**حوار ناهد باشطح
لم يكن حوارا عاديا ولقاء مفتوحا بقدر ما كان حوارا مع قلب ينبض بالخير.. بالجمال.. بحب الرياض وكأنما كنت أحادث صدق الرياض وعفويتها سمو الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ليست فقط ابنة أمير الرياض وشريانها النابض. بل هي كما تقول الأخت الصغرى للرياض تحدث لنا بقلب مفتوح عن آمالها وطموحاتها عن الرياض وعجزت الكلمات أن توصف إحساسها بالامتنان لوالديها. لكنها قالت بصوتها الهادئ ما لم تقله أبلغ الكلمات حين تحدثت عن الأمير سلمان الأب. وحين تحدثت عن أمانيها وطموحاتها تشعر بأنك تحاور عقلا واعيا وتخاطب وجدانا مستنيرا. هذه سمو الأميرة حصة بنت سلمان فتحت قلبها لـ"الجزيرة" في يوم توجته فرحتها بتحقيق حلمها الأولي في الحصول على التخرج للدخول إلى عالم ارحب من العلم والمعرفة.
**فرحة إنجاز الحلم
*وأنت على أعتاب بوابة التخرج من الجامعة تتوجين نجاحك بالغد حدثينا عن هذه المرحلة في لحظات الفرح
- لقد أنهيت مراحل اعتبرها أولية إذ أن الحصول على البكالوريوس الآن يعتبر إنجازا أوليا فالطموح والتوجه الأكبر لنيل الدراسات العليا. إن هذه المرحلة أمل تحقق بفضل الله ثم بفضل دعم عائلتي الصغيرة وأخص بالذكر والديّ الكريمين أن نجاحي كما قلت أمل ولكنه ليس منتهى الآمال أو آخر الطموحات. لكنني اليوم أعيش فرحة كبرى وحلما عاش معي أربع سنوات وحتى من قبل ذلك. لكنه تحديدا في سنوات الجامعة.. حلم تحقق بجهد متواصل. وفرحتي اليوم مختلط بها التفكير في المستقبل ومراجعة النفس ومحاسبتها. وأحمد الله أنني أعيش هذا اليوم الذي تتوج فيه جهدي. وقد شعرت أنني تعلمت وتطورت ذاتي خلال سنوات العلم. والشهادة بالنسبة لي لا تكمن أهميتها كونها وثيقة لكن الأهمية بالفعل أن أعي ما تعلمته وليس فقط ما أطلعت عليه. لأنني لم أطلع على العلم اطلاعا هامشيا. أظن أنني وعيت العلم وأحسسته بجميع حواسي وصار عندي شعور عميق بالمادة التي أحببت دراستها.
**أبي.. عاشق الرياض وملهم القصيد!
*كلنا نعرف "سلمان" الأمير المسؤول.. وقبل كل شيء الإنسان عاشق الرياض.. كيف هو "سلمان" الأب؟
- أقول له لو يرضاه مني
بأني مدينة له والمدينة
بحلم تحقق لا بالتمني
ولا بانتظار سيول معينة
بناء السدود بأيد تصلي
كمهدي كان بكف أمينة
وعود الصحارى أتتها وفاءه
ووعدي تلاهى فكنت رجاءه
فمن طينها قمة في السماء
ومن طينتي هالة مستديمة
علت شمسها شموس الضياء
ومن شمسها هامتي مستزينة
وعند التقائي الزمان هنا
تلاقت أصول المكان بنا
فدوت صهيلاً يحاكي المنى
كصلصال قلبي يشع السناوأختي الرياض كمثلي مدينه
هذه الكلمات قلتها تلقائيا فقد فاضت من أعماقي والجميع يسألوني عن دور الوالد في تحقيق حلم التخرج ، وهي أقل ما يمكن أن أرد به من كلمــات على هذا التساؤل ..
أنا لست شاعره لكن إذا كان الشعر هو الشعور الإنساني فما قلته من كلما هو ما استطعت أن أعبر به من تنظيم للمشاعر ، وأتمنى أن تكون أجمل مشاعر استطعت أن أكرسها لوالدي ولدوره ، وأتمنى من يقرأ كلماتي يجد إجابة للتساؤل عن دور الوالد في عمق إحساسي بوجوده ودعمه لي ..
الرياض أختي الكبرى !
وإذا كان هناك دافع للقصيده فهو دافع قوي تجاه أبي الذي أوجد الوقت لكتابة القصيدة ، ولرغبتي في أن أبلور الكلمات بأفضل ما أستطيع فأنا رغم أني الابنة الوحيدة لسلمان لكنني لم أشعر قط أنني وحيدة فقد كانت الرياض تنمو معي وقد جعلتها أختي في القصيدة لأنني دوما اشعر أنها تتعاطف معي وتساندني و قضيتي العلمية والفكرية لاحقه بها في أختي الكبرى ..
والوالد كما وعد الصحارى في القصيدة بأنها بفضل الله سيجيء اليوم الذي تخضر كونه أميرا للرياض منذ أكثر من أربعين عاما وعدني وأنا طفله أنني بفضل الله سأتمكن من خوض ميادين العلم ..
وقد كانت السنه التي ولدت فيها مختلف فيها مجالات تعليم المرأة عنها اليوم فكأنه استطاع أن يدعمني وأنا لم أعشب بعد مثل الصحراء ..
وقد ساندني من لا شيء حتى وصلت لا أقول لكل شيء ولكن بعضه واطمح في الوصول إلي المعالي دوما ..
أنا ومجتمع الخير مقصره ولكنني أفعل ما أستطيع ..
* حصه بنت سلمان ليست ابنة الرياض فقط بل إنها ينبوع الخير المتدفق لمجتمعها حدثينا عن دورك الاجتماعي من خلال نشاطك الخيري ؟
أحمد الله أن النشاطات الخيرية أصبحت من الأمور التي مسئوليتها على عاتق المرأة فهي دوما رمز الترابط العائلة الصغيرة ومن ثم العائلة الكبيرة التي هي المجتمع ، والحمد لله مجتمعنا مجتمع إسلامي نجد فيه عنصر الرحمه النابعة من الإسلام والحق والعدالة وجميع عناصر الخير النابعة من الضمير الإسلامي قد تمضي بعض المجتمعات الغربية في الدخول في متاهات تقسيم المجتمع إلى ذكر وأنثى ظنا منها أن المجتمعات التي تهتم بالخير مجتمعات انثويه ..
وقد توصلت إلى هذه النتيجة ألا تقوم أبحاثنا العلمية على منظور غربي فالمنظور الإسلامي متوازن يذيب الفوارق بين الجنسين فهما متساويان في الحقوق والواجبات ولا توجد فوارق بينهما من الناحية الفكرية كما أنني أعتقد أن الرحمه والحزم والعدل قيم إنسانية موجودة عند الذكور والإناث ولأننا جميعا نؤمن بالحساب والجزاء والحمد لله أن جانب الأعمال الخيرية يلقى في نفسه صدى كبيرا وقد تعلمت ذلك من والدتي التي هي من أوائل النساء اللواتي خضن تجربة العمل الخيري وبدورها كزوجه مسؤولة يعتبر العمل الخيري واجبها الديني والإنساني والوطني ، بالنسبة لي فأنا مقصرة في تقديم الأعمال الخيرية ولكني افعل ما أستطيع وما يسمح به وقتي كوني طالبه ، لكن طموحي في مجال العمل الخيري كبير وأحاول من خلال بعض الجمعيات الخيرية أن اقدم شيئا لمجتمعي ، فأساهم في نشاطات جمعية النهضة واعتبرها جمعيه ممتازة .. وقد كان لي في العام الماضي دور بسيط في مهرجان التراث ، ودور بسيط كذلك في مركز الأمير سلمان الاجتماعي وجمعية الأطفال المعاقين ، وربما أستطيع أن أساعد الجمعيات فيما يتعلق في الجانب الإعلامي فأنا أهتم بالإعلام والتقنيه المعلوماتية وهو موضوع دراستي العليا ..
**المرأة وثقة المجتمع
* لحظات الفرح عادة محفوفة بالأمنيات فأي شيء يشغلك تودين الحديث عنه الآن ؟
أتمنى حقيقة أن لا يطرح موضوع تعليم المرأة مجالا للنقاش والجدل فقد وصلنا إلى مرحله متقدمة من الوعي الاجتماعي بفضل من الله وتعليم المرأة من المفترض انه طبيعي جدا كما شرعه الله وليس من الضروري أن نناقش تعليم المرأة أو أن نبحث على مبررات لوجوده . فالتعليم حق طبيعي للمرأة ليس كونها أم وحاضنه لان بعض النساء لم ينجبن وفي النهاية هن بشر وحقهن الطبيعي أن يتعلمن .. أتمنى أن يعطى مجتمعنا وهو المجتمع الإسلامي المحافظ وليس المغلق أو المنغلق فرصه لان تثق المرأة بنفسها فهذا من أسباب قوة المجتمع وتطوره حيث يمكن للتوازن بين المرأة والرجل في تكافؤ فرص العمل أن يحدث تطورا متزنا للمجتمع ..
ولعلني من خلال حديثي عن التطور أعرج على موضوع دراستي الذي كان العولمه ( تقنية المعلومات ) فنحن نواجه ثوره معلوماتي جديدة في رأيي الخاص ستقلب نظام وشكل المجتمع العالمي لأنها في ذاتها سوف تفتح الحضارات بعضها على بعض النظر السلبية لذلك تكمن في مفهوم الغزو بينما تكمن النظرة الإيجابية في انه تكنولوجيا تقنية حديثه تخدم الإنسان وحينها تكون الحماية والحصانة فكريه . ولذلك أؤمن أن تعليم المرأة والرجل هو ضرورة وحتمية ووجود الثقة في ذات الفرد أهم الآن في وقتنا الحاضر من ذي قبل وهي هامة مستقبلا فلا يحمينا بعد الله من الزحف المعلوماتي الرهيب سوى عقولنا الفرديه .. الأمير نايف والرأي الحكيم
ولعلها فرصه وليسمح لي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز أن أؤيد حديثه عندما سئل عن العولمه وشبكات الإنترنت وكان له رأي سديد بأن الحماية الآن أصبحت أن نعلم الأفراد أمور دينهم وتراثهم ثم نتركهم يواجهون العالم لأن الأمن اصبح أمنا فكريا وهذا الرأي يدل على وعي هذا الرجل الحكيم وبعد نظره ورؤيته المستقبلية ..