العولمة المتسارعة بعد نهاية الحرب الباردة قد تقود العالم إلى الازدهار أو إلى الدمار, وهذا الاحتمال المزدوج لنتائج التحولات الكبرى يشهد له التاريخ القريب، فهناك منعطفان سبقا العولمة وصدقا تلك الخلاصة، وهما: نهاية الحرب العالمية الأولى حين أسس المنتصرون وضعا دولياً كان سبباً للدمار فيما بعد، ونهاية الحرب العالمية الثانية عندما أسس المنتصرون أيضا نظاما دوليا أتاح الازدهار اللاحق منذ منتصف القرن العشرين في الغرب.
وعلى هذا فإننا أمام منعطف تاريخي سوف تحدد فيه العولمة في السنوات القليلة القادمة مسار البشرية في القرن الواحد والعشرين: إما الدمار، وإما الازدهار.
على أن المذهل في الحالة العربية أن التعامل مع العولمة وتداعياتها مازال خاضعا لرد الفعل غير المدروس والتعامل غير المؤسس مع ظاهرة تجتاح العالم بسرعة فائقة وتحدد أنماط الحياة فيه وتعيد تشكيلها.
فهل العولمة فعلا دمار أم ازدهار حيث لا توجد منطقة فاصلة بين الخيارين؟ وما المفهوم المعولم الذي يمكن أن يسود فعلا في الديمقراطية والاقتصاد والمعلومات والإعلام؟
أين موقع العالم العربي من تفاعلات العولمة وتحدياتها؟ وهل هناك نسق تعامل عربي مقنع مع تداعيات هذه الظاهرة الكبيرة؟
العولمة.. دمار أم ازدهار؟
[/align]
العرض العادي
