[align=justify]
حقيقة يصاب الإنسان بالدوار ويشعر بالحنقِ والغيظ , وهو يقرأ ُ مكرهاً بعضاً من ( الشخابيط ) مِمن اعتادوا على التمتـُعِ بنسيم ( حمامات المساجد ) وهواءها العليل ، وأطلقوا العنان لعقولهم قبل أيديهم أن ترسم على جدرانها أفكارهم الناجمة عن غبائهم وضحالة أحلامهم وقلة معرفتهم ! بمن يحيط بهم من أناس عشقوا السماء فأدنوها إليهم وكرهوا الأرض فوضعوها ووضعوهم تحت أقدامهم !
إن هذه النوعية ألفناها وألفتنا كما هو حال الأنعام , ( إن البقر تشابه علينا ) سخرهم الله لنا لنتفكر في خلقه , ونتعلم من أساليبهم وطرق مواجهتهم لمصاعب الحياة , لنرتقي نحن بأخلاقنا وأفكارنا وعقولنا ويبقون هم في ظلالهم يعمهون ! ثم مئالهم إلى مزبلة التاريخ ولا عزاء لهم , وإن جاء ذكرهم فعلى سبيل التسلية ومن أخبار الحمقى والمغفلين !
وإن المتمعن فيما يكتبون من كلمات جوفاء لا تحمل قيمة علمية ولا وزنا أدبيا ! يرى كم هي مجرد حروف مبعثرة يجمعونها فتكون كلمة فيفرحون بها ويسارعون بترديدها وكتابتها في كل شارع وعلى كل جدار حتى على نوافذ سياراتهم أو في أروقة المنتديات التي تكتظ بهم في الآونة الأخيرة ! حيث أنها أصبحت مرتعا خصبا لتعليفهم وتسمينهم حتى أصبحوا كالثيران الهائجة إن سلمت من قرونها لم تسلم من خوارها !
فأنت تحسب حسابا لهذا الجاهل الأحمق الرعديد الذي إن تكلمت شعر بأنك تسبه وتنقص من قدره وإن أظهرت أخلاقك وكلماتك الراقية التي تتميز بها عن أشباهه نعتك بالمثالية الزائدة أو تكلف الفصاحة والتعبير ! فهم كمن يصوم و يفطر على بصلة ، تنبعث من فمه كل كلمة ملوثة ورائحة كريهة ، وإن صمت فعلى قسمات وجهٍ عبوسٍ قمطريرا ! تشمئز منه الأنفس ويتجنب من يحوم حول وجهه أن يقع عليه , لأنه يرتقي بنفسه عن أشبهه !
إذا نحن نعيش وسط ثلة من ( الجلوف العرابجة ) الجاثمين على طريق الحضارة والنضوج الفكري , والذين مازا دونا إلا خبالا وتقهقرا نحو زمن الرجعية والتخلف ! فما إن فرحنا بالتكنلوجيا والتقنية حتى أقحموا أنفسهم فيها وهم كالحمير تحمل أسفارا ليس لهم منها نصيب ! , والحمد لله أنها لا تحمل خشبة أو سكينا وإلا لرأيت أولئك الهمج الرعاع يخوضون بدماء المسلمين , ولا علاج لهذا الورم الخبيث إلا الصبر بغية وزاد المتزن العاقل حيال ما يدور في فلك هذه العقول الساذجة .
إن هذا الصرح الشامخ لم يسلم من هذه الشرذمة والتي تتطلب من القائمين عليه إعادة النظر في فتح المجال لكل من هب ودب أن يكتب وفق هواه ومزاجاه أو أن يتعرض بكلماته وألفاظه السوقية التي تربى عليها لكل إنسان يترفع عن مقامه الوضيع ! والذي ما نقم منه إلا إمساكه بزمام القافلة التي يقودها نحو فكر نير وطرح عقلاني وأما هو و أتباعه يحومون حولها بصوتهم الذي عرفه الجميع !!
أتمنى أن لا ينتهي الحال بمنتدى بريدة ليكون مثل الجامعيات الخيرية تستقبل كل ما يرد إليها فرحا به أو شفقة عليه !!
احترامي للجميع .
أبو شهد [/align]