اخوكم: ابوفارس
جـولات العيوب
الجولات المفاجئة، التي قام ويقوم بها الدكتور حمد المانع، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، على مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، أفرزت نتائج إيجابية، وصلت إلى تغيير بعض مديري المستشفيات، وإحالة البعض الآخر للتحقيق: "كان المانع، قد نفذ جولة مفاجئة، فجر الخميس الماضي، وأعلنت خلالها حالة الطوارئ، في مستشفى الدوادمي العام، ومستشفى عفيف العام، وكشفت عن جوانب القصور ومخالفات في تطبيق خطة التعامل مع الطوارئ، التي تستخدم في الحوادث والكوارث وغيرها، وشملت الجولة خمسة مراكز صحية خاصة، وصيدليات تجارية، ثم إحالة المسؤولين عنها إلى التحقيق، إضافة إلى وقف عدد من العاملين فيها عن العمل، بسبب مخالفتهم أنظمة العمل، وعدم حملهم تراخيص طبية، تخولهم العمل في مثل هذه الوظائف. واكد الدكتور المانع لجريدة الاقتصادية، ان الجولات التفتيشية المفاجئة، ستشمل جميع الخدمات الصحية في المنطقة، وستكون في أوقات مختلفة، وبشكل مفاجئ".
إننا، كمواطنين، نقول للدكتور المانع: الله يبيض وجهك، عليك فيهم، وعلى كل من يتستر عليهم، وعلى كل من يعطيهم الضوء الأخضر لارتكاب هذه المخالفات، ولممارسة هذا التسيب والإهمال في حق صحة المواطنين. لا تأخذك في الحق لومة لائم. وإيقاف البعض، وإحالة البعض الآخر للتحقيق، لن يكون النهاية، بل البداية. انها بداية، تجعلنا نشعر، بأن مآسي المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات، قد تكون في طريقها للحل. نحن نبحث عن الحل الجذري، وليس عن مجرد الايقاف والاحالة للتحقيق. اننا نبحث عما بعد ذلك. يقول دريد لحام، يا دكتور حمد، في احدى مسرحياته الكوميدية، إن فلاناً قد كُفّت يده عن العمل في الجهة الفلانية، وتم اطلاقها في جهة اخرى. انتبه يا عزيزنا، ان اكتشاف الخطأ، ليس الحل. الحل هو العمل على إصلاح الخطأ.
إننا بحاجة إلى ان يتحرك كل مديري الشؤون الصحية، في كل المناطق، من مكاتبهم، وان يتجولوا في المستشفيات الأهلية والحكومية، والصيدليات والمختبرات، ليكتشفوا إلى أي مدى وصلت إليه هذه المراكز الصحية. ان مستشفى مهماً، وواجهة لعاصمة مقدسة، مثل مستشفى "أجياد" بمكة المكرمة، والذي أخبرني مجموعة من المواطنين، ان العاملين فيه، يدخنون في الممرات، وان القطط تسرح وتمرح في غرفه، بحاجة (هو ومئات من المراكز الصحية في المملكة) إلى زيارة، مفاجئة أو غير مفاجئة، لنعرف مكمن الخلل في مشاكله: هل هو من ادارة المستشفى، أم من وزارة الصحة، التي قد يقول البعض، بأنها تغطي عيوبها، بالنشرات الصحفية البطولية؟؟!!