ماهو سر الجَمال..؟!!
الكثير منّا قد تأسره الكلمة بغض النظر عن قائلها, أو يحبب له منظر من الطبيعة لايرتاح إلا عند رؤيته
كلحظات الغروب مثلا.. أو ساعات شروق الشمس, أو بساط الأرض الأخضر وهو يعانق زرقة السماء
أو رؤية أمواج البحر الهادئة وهي تنساب بحنان على ذلك الشاطئ الجميل ..!
وقد نرى الجمال نابع من الروح فهو ترجمان للروح كذلك, وهذا هو الذي يبقى..!
فالطبيعة الخلابة بمعانيها وألوانها وأشكالها تشتاق لها كل النفوس البشرية , وراحة النفس بحسب
محبتها للكون الذي هو ترجمان مشاعرها ,وقيد أحاسيسها..
فسبحان من زين السماء بالنجوم وجعلها علامات للناس يهتدون بها..وسبحان من أبدع في صنع الجبال
وفي يوم الحشر تكون كالعهن المنفوش, بينما هي ثابتة راسخة ..والليل وما أدراك مالليل؟! هو أنس
وهدوء وراحة "وجعلنا الليل سباتا" أما النهار فمعه تأتي بشائر الفتوح والأمل ,وأبواب الرزق حاملة معها
مفاتيح الحياة الهانئة..وهل يفوته الخير إلا كسول ؟!
ما أجمل أشعة الجمال والأمل والتفاؤل على جبين الحياة,وما أجمل التأمل حينما تفجر ينبوع الضوء
على صفحات الروح,
كل الأخاديد التي تراها أمامك مشعة قد حفرت بأيدي من نور ,وكل أولئك الذين يستظلون تلك الشجرة
الكبيرة هم صناع الحياة..
هناك من عمره طاقة من الورد وإن كانت أيامه ولياليه مكبلة بالهموم والغموم غير أنه قال في لحظة
تذكر " ربي الله" وسار واثقا وإن كانت دروب الحياة طويلة ..
ما أجمل واحة الهداية في مجلس خير الورى صلى الله عليه وسلم,وما أجمل تلك السجايا التي
غرسها رب البرايا في خير صحب فكانوا بأخلاقهم كالسراج دليلا للحائرين..
فالجمال حينما يكون عزيزا في النفوس ؛تجده كاملا في مدرسة خير النفوس إمام الهدى وأشرف
أهل التقى ,فابتسامة من وجهه القمري, هي مولد حياة وإخماد فتنة صلى الله عليه وسلم..
قال عمرو بن معديكرب:
ليس الجمال بمئزر = فاعلم وإن ردّيت بردا
إنّ الجمال معادن = ومناقب أورثْن مجدا
دمتم بجمال يغمر أرواحكم..
بنت الرافعي