(2)
جلست البارحة قبيل لحظات الغروب لإن مفكرة سقطت بيدي كنت أصف فيها غروب الشمس في يوم من أيام الماضي!
حينها كنت أمر بأيام كئيبة,
كان لي قريبٌ قد توفاه الله , وكان قريباً جداً إلى قلبي كما الجميع, وكنت حزيناً جداً .... لإنني وللمرة الأولى أفقد عزيزاً!!
عيناي تدمعان,
ياإلهي كيف لعيناي أن يدمعان؟
عيناي التي كنت أراهما مصدراً للطاقة وعلماً للجفاف المدقع !!
كيف؟
قال لي صديقي العزيز: هون عليك يارجل .. فالحياة هكذا!
قلت: صديقي من فضلك دعني أذهب قليلاً لأختلي بنفسي وأنت تعرف حسنات إختلائي.
ذهبت والشمس في وضعية الغروب...
نظرت إليها وأنا أعبر عن الموقف لنفسي وأقول: الآن لحظة الغروب, حيث تغيب تلك الشمس الحارقة, وتذهب لتحرق أرضاً أخرى, لم ألحظ جمالاً في غياب ذلك الكوكب الكبير وكل مالاحظته هو كرة لهب تتجه بعيداً وتتركنا وسط ظلمة ليل كئيب, ونجوم حزينة وقمر شاحب أصفر ترك الأفق ونزل يستجدي الصعود!!
تذكرت قول امرؤ القيس حينما وصف في شعره وقال:
وليل كموج البحر أرخى سدوله ...... علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبهٍ ....... وأردف أعجازاً وناء بكلكلٍ
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ...... بصُبحٍ وما الإصباح منك بأمثلٍ
ذلك ماأحستته تماماً وما الإصباح منك بأمثل
شكراً أيها الملك الضليل,!
.............
بعدها عدت لقول إستاذتي والتي عندما خرجنا ذات يوم وكان الجو ماطراً ... فقلت ضاحكاً لتلك المرأة الكبيرة.. ماهذا الحظ العاثر , عندما عزمنا الذهب جاء المطر..
قالت سوف أقول لك شيءً بعد ان استوعبت من سكوني حكمة الصبر..
قلت ماهو؟
قالت: لننزل للمطر, فنزلنا ... فقالت مارأيك؟
قلت : أرى انني مبتل, ومن الممكن أن تهب الريح فأكون طريح الفراش؟
قالت: فكر في الماء والسماء وأجب.جوابي استنتجته حالياً!!
.................
فعدت للحاضر لألحق غروب الشمس وأنظر لذلك الكوكب الضخم المنير الذي يبعث الضوء كيف تذهب وتبتعد وتنحسر وتترك خيوطاً ذهبية تمتد كأنها تريد أن تعانقنا قبل الرحيل!
كتلة واحدة تضيءُ أرضاً شاسعة ممتدة بجبالها وسهولها وبحارها وقيعان محيطاتها!
رأيت الصفاء والنقاء المغلف بالدفئ الجميل ..... والذي خاضبته نسائم الليل العليل.
خرج القمر ... وكأنه يتحين الدقائق ليرقص ويتفنن ويملك السماء, وكأنه يريد أن يقول انني لست مرآة لشي بل أنا شيءٌ بحد ذاتي.
رأيت لماذا قُرن الجمال بالقمر ولماذا صهر السكون والهدوء في معنى الليل ولماذا كان الليل سكنا .... مع تطور الحياة!!
رأيت تجلياً لمعاني الآية الكريمة, قال تعالى:
( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) صدق الله العظيم.
بالفعل كان القمر مسخراً يسير بهدواء ... سبحان الله,
........................
إلى صفحةً اخرى ,!
وشكرا لمشاركتكم جميعاً,,