مسائل يحتاج إليها في صلاة الخسوف
عبد الرحمن السديس
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد:
فإن صلاة الخسوف من السنن المؤكدة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بها، وقد ذكر المعتنون بالحساب الفلكي أن القمر سيخسف يوم الأربعاء 13/7/1432هـ بعد العشاء في حدود الساعة 9.30، قال الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه:
«إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون.
ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي؛ فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك.
وإذا جوَّز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه؛ فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك كان هذا حثا من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته؛ فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين، وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد من وجوه كثيرة».
وهذا ينبغي الاستعداد والمبادرة للصلاة طاعة لله وتعظيما له..
وأحب أن أنبه إلى مسائل يحتاج إليها:
1- إذا فاتك الركوع الأول من الركعة الأولى فما الحكم ؟
قال ابن قدامة: «إذا أدرك المأمومُ الإمامَ في الركوع الثاني احتمل أن تفوته الركعة. قال القاضي: لأنه قد فاته من الركعة ركوع، أشبه ما لو فاته الركوع من غير هذه الصلاة. ويحتمل: أن صلاته تصح؛ لأنه يجوز أن يصلي هذه الصلاة بركوع واحد، فاجتزئ به في حق المسبوق».
وقالوا: الركوع الثاني سنة، والأول هو الركن.
ورجح القول الثاني الشيخ البراك، وهو: أنه يعتد بها، وقال: هي وإن كانت سنة للإمام، فتكون واجبة في حق المسبوق.
واختار الأول الشيخ ابن عثيمين.
2- إذا فرغ من الصلاة والخسوف باق، فلا يعيد الصلاة على الصحيح، وإنما يذكر ويستغفر .. حتى ينجلي الخسوف.
3- لا يطيل الإمام القيام بعد رفعه من الركوع الذي سيسجد بعده، وذكر المرادوي أن القاضي عياض حكاه إجماعا.
4- جمهور العلماء على أنه لا خطبة للخسوف، واحتجوا بـ«أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالصلاة والدعاء والتكبير والصدقة، ولم يأمرهم بخطبة، ولو كانت سنة لأمرهم بها، ولأنها صلاة يفعلها المنفرد في بيته، فلم يشرع لها خطبة، وإنما خطب النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة ليعلمهم حكمها، وهذا مختص به». قاله في «المغني».
5- يستحب للمرأة أن تصلي للخسوف؛ فإن حضرت وصلت مع الناس وإلا فلها أن تصلي في بيتها.
والله أعلم.