[align=center]
أتاني ودمعاته تسير فوق خديه ..
شقيقي الأصغر ذو السنوات السبع ..
الطالب في المرحلة الابتدائية في صفها الأول ..
جاءني مساء أحد الأيام ..
ليعلن عن طلاقه الأخير للمدرسة ..
وكثيراً ما كان يهددنا بطلاقها بلا رجعة ..
لكن هذه المرة كان أكثر جدية وعزماً من ذي قبل ..
قال لي بالحرف الواحد ..
** لو تحلمون مانيب رايح للمدرسة **
صمت ولم أعقّب ..
فلست أمه كي أثنيه أو حتى أحاول الاهتمام ..
ما أنا سوى شقيقته الكبرى المشاكسة ..
فكرت وهلة ..
و ببرود أعصاب سألته وعيناي لم تفارق كتابي ..
لماذا لا تريد الذهاب ؟! ..
فلم أسمع إجابة ..
أكملت حديثي ..
** أحسن لا تروح المدرسة مو حلوة **
** نتعب على الفاضي .. صح ؟؟**
** خليك مثلي قاعد بالبيت ننام ونستانس **
كنت جادة في كلامي ..
فأنا من هواة العطلة ..
أستغرب كلامي كثيراً ..
فلأول مرة يسمع كهذا ..
وكان في الغالب يسمع العكس ..
حينها أحس بالأمان من كلماتي هذه ..
وفتح ليس صدره و قال لي ..
أنا أكره فلان " يقصد صاحبه الوحيد في المدرسة "
تسائلت لماذا ..
أجابني و " العبرة تخنقه " ..
لأنه يريد مني أن أسرق معه من " مقصف " المدرسة ..
ولهذا أنا لا أود الذهاب للمدرسة ..
ذهلت عند سماعي هذا الخبر ..
اعتدلت في جلستي ..
تفاجأت كثيراً ..
كيف لطفل صغير أن يفكر هكذا ..
رغم أنه " ولد نعمة " لا ينقصه شيء ..
وبقيت أمامي الكثير والكثير من علامات الاستفهام ..
.......
بعد ذلك كله ..
استطعنا حل مشكلة أخي الأصغر ..
لكن للأسف تبقى مشكلة ذاك الصغير و أمثاله ..
فما الأسباب التي دعت هذا الطفل لمثل هذه الأمور ..
وتبقى مشكلة أخرى ..
لماذا أطفالنا لا يفصحون عن مشاكلهم ..
فهم كالمراهقين أو ربما أشد ..
هكذا تبقى تساؤلاتي رهن الاستفهام ..
فإلى الملتقى بإذن الله ..
تقبلوا مني وافر التحايا والتقدير ..
أختكم في الله ..
لبؤة
[/align]