[align=center]الغالي أبا نواس :
رائع انت .. وكذلك اختارك وانتقائك .. قصيدة لا تحتاج إلى تعليق فهي من السهل الممتنع ومطابقة للحال ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="solid,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خَطبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أَبكَمُ = وَهَوىً طَريقُ الحَقِّ فيهِ مُظلِمُ
وَقَضِيَّةٌ صَمَتَ القُضاةُ تَرَفُّعاً = عَن فَصلِها وَالخَصمُ فيها يَحكُمُ
أَمسى الخَبيرُ بِها يُسائِلُ مَن لَها = فَأَجَبتُهُ وَحُشاشَتي تَتَضَرَّمُ
إِن كُنتَ ما تَدري فَتِلكَ مُصيبَةٌ = أَو كُنتَ تَدري فَالمُصيبَةُ أَعظَمُ
أَشكو فَيَعرِضُ عَن مَقالي ضاحِكاً = وَالحُرُّ يوجِعُهُ الكَلامُ وَيُؤلِمُ
ما ذاكَ مِن فَرطِ العَياءِ وَإِنَّما = لِهَوى القُلوبِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
أَرضٌ بِها يَسطو عَلى اللَيثِ الطَلا = وَيَعوثُ في غابِ الهِزَبرِ الأَرقَمُ
حالَت بِها الأَشياءُ عَن عاداتِها = فَالخيلُ تَنهَقُ وَالحَميرُ تُحَمحِمُ
يَجني بِها الجاني فَإِن ظَفِروا بِهِ = يَوماً يُحَلَّفُ بِالطَلاقِ وَيُرحَمُ
مَن أَينَ يَدري اللِصُّ أَنَّ دَراهِمي = لَم يَبقَ مِنها في الخِزانَةِ دِرهَمُ
صَبَروا وَمالي في البُيوتِ مُقَسَّمٌ = حَتّى إِذا اِكتَمَلَ الجَميعُ تَسَلَّموا
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي في عَصرِهِ = كُلُّ المُلوكِ لِعَدلِهِ تَتَعَلَّمُ
لا تُطمِعَنَّ ذَوي الفَسادِ بِتَركِهِم = فَالنَذلُ تَطغى نَفسُهُ إِذ تُكرَمُ
إِن كانَ مَن يَجني مِراراً لَم يَخَف = قَطعاً فَلا أَدري عَلى ما يَندَمُ
أَيَجوزُ أَن تَخفى عَلَيكَ قَضِيَّتي = وَالناسُ في مُضَرٍ بِها تَتَكَلَّمُ
فَإِذا شَكَوتُ يُقالُ لَم يَذهَب لَهُ = مالٌ وَلَكِن ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ
أَيَجوزُ أَن يُمسي السَقيمُ مُبَرَّأً = مِنها وَصِبيانُ المَكاتِبِ تُتهَمُ
فَأَقِم حُدودَ اللَهِ فيهِم إِنَّهُم = وَثَقوا بِأَنَّكَ راحِمٌ لا تَنقِمُ
إِن كُنتَ تَخشى أَن تُعَدَّ بِظالِمٍ = لَهُم فَإِنَّكَ لِلرَعِيَّةِ أَظلَمُ
ما رَتَّبَ اللَهُ الحُدودَ وَقَصدُهُ = في الناسِ أَن يَرعى المُسيءَ وَيَرحَمُ
لَو شاءَ قال دَعوا القِصاصَ وَلَم يَقُل = بَل في القِصاصِ لَكُم حَياةٌ تَنعَمُ
إِن كانَ تَعطيلُ الحُدودِ لِرَحمَةٍ = فَاللَهُ أَرأَفُ بِالعِبادِ وَأَرحَمُ
فَاِجزِ المُسيءَ كَما جَزاهُ بِفِعلِهِ = وَاِحكُم بِما قَد كانَ رَبُّكَ يَحكُمُ
عَقَرَت ثَمودُ لَهُ قَديماً ناقَةً = وَهُوَ الغَنِيُّ عَنِ الوَرى وَالمُنعِمُ
فَأَذاقَهَم سَوطَ العَذابِ وَإِنَّهُم = بِالرَجزِ يَخسِفُ أَرضَهُم وَيُدَمدِمُ
وَكَذاكَ خَيرُ المُرسَلينَ مُحَمَّدٌ = وَهُوَ الَّذي في حُكمِهِ لا يَظلِمُ
لَمّا أَتَوهُ بِعُصبَةٍ سَرَقوا لَهُ = إِبِلاً مِنَ الصَدَقاتِ وَهوَ مُصَمِّمُ
لَم يَعفُ بَل قَطَعَ الأَكُفَّ وَأَرجُلاً = مِن بَعدِ ما سَمَلَ النَواظِرَ مِنهُمُ
وَرَماهُمُ مِن بَعدِ ذاكَ بِحَرَّةٍ = نارُ الهَواجِرِ فَوقَها تَتَضَرَّمُ
وَرَجا أُناسٌ أَن يَرِقَّ عَليهِمُ = فَأَبى وَقالَ كَذا يُجازى المُجرِمُ
وَكَذا فَتى الخَطّابِ قادَ بِلَطمَةٍ = مَلِكاً لِغَسّانٍ أَبوهُ الأَيهَمُ
فَشَكا وَقالَ لَهُ أَتَلطِمُ سوقَةٌ = مَلِكاً فَقالَ أَجَل وَأَنفُكَ مُرغَمُ
هَذي حُدودُ اللَهِ مَن يَخلُل بِها = فَجَزاؤُهُ يَومَ المَعادِ جَهَنَّمُ
وَاِنظُر لِقَولِ اِبنِ الحُسَينِ وَقَد رَأى = حالاً يَشُقُّ عَلى الأَبيِّ وَيَعظُمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى = حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
هَذا فَعالُ اللَهِ ثُمَّ نَبِيِّهِ = وَالصَحبُ وَالشُعَراءُ فَيما نَظَّموا
فَافتُك بِهِم فَتكَ المُلوكِ وَلا تَلِن = فَيَصِحَّ ما قالَ السَوادُ الأَعظَمُ
وَاِعذِر مُحِباً لَم يُسِئ بِقَريضِهِ = أَدَباً وَلَكِنَّ الضَرورَةَ تَحكُمُ
وَاللَهِ ما أَسَفي عَلى مالٍ مَضى= إِلّا عَلى اِستِلزامِ بُعدي عَنكُمُ
فَالمالُ مُكتَسَبٌ عَلى طولِ المَدى= وَالذِكرُ يُنجِدُ في البِلادِ وَيُتهِمُ
هَذي العِبارَةُ لِلمُحَقِّقِ عِبرَةٌ = وَاللَهُ أَعلَمُ بِالصَوابِ وَأَحكَمُ[/poem]
• ـ صورة مع التحية من هذه القصيدة لمن يهمه الأمر .
دام الجميع بود وصفاء ..
تبوت ؛؛[/align]