سلام عليكم ورحمة الله وبركاته... هذه أول إطلالة لي من هذه النافذة المباركة , واسمحوا لي أن أعرض بضاعتي ولو كانت مزجاة, وأدعوكم لتأمل ما سأطرحه عليكم في هذه الأسطر المتواضعة التي أتمنى أن تنال إعجابكم ..
كثيرة هي أوقات الفراغ, لكننهم قلة اللذين يستغلونها سيما في هكذا إجازة, لكني أود أن أنصح نفسي أولا ثم أنصحكم بأن نسير على خطى عظماء في تاريخنا الإسلامي , استغلوا كل لحظة في حياتهم .
تمنيت لو أن لي همة عالية ونفس تواقة للقراءة والنهم المعرفي لأنهَمَ من شتى المعارف والعلوم ولا أتوقف, خصوصا؛ ما شرف من العلوم , وهي العلوم الشرعية.
حينما تقرأ عن ابن الجوزي, وابن حبان, وابن حجر, بل وحتى حينما ترى وتطلع على سير بعض المعاصرين من أهل العلم؛ تجد عجبا, كيف لا يملون ولا يسأمون ؟ لقد قرأت عن أحد العلماء الغربيين يقول: إن كان أهل الجنة يقرؤون كتبا فهم في عيش هنيء – هذا من ولعه بالقراءة- .
-أما كلثوم ابن عمرو العتابي :
لـنـا نـدمـاء مـا نمل حـديـثـهـم أمينون مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى رأيا وتأديبا وأمرا مسددا
بلا علة تخشى ولا خوف ريبة ولا نتقي منهم بنانا ولا يدا
فإن قلت هم أحياء فلست بكاذب وإن قلت هم أمواتا فلست مفندا
ويقول المتنبي:
أعز مكان في الدجى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
ويقول أحدهم في وصف عالم قد أتعبه العلم وأنحل جسمه:
تراه من الذكاء نحيل جسم عليه من توقده دليل
وكم نرى من العجب العجاب حينما تقرأ عن الإمام البخاري وولعه بالحديث وهمته العالية التي لا ترضى بغير السمو والارتقاء مسلكا فوق العامة الذين لا هم لهم سوى حديث عن الناس واشتغال بالقيل والقال , ولا ننسى تلميذه المخلص الإمام مسلم , وقبلهما شيخهما الإمام أحمد, وكذلك الزهري, والحسن البصري, وسعيد بن جبير, والشعبي, وابن معين, والأئمة الأربعة الأعلام, فلله درهم.
لولا لطائف صنع الله ما نبتت تلك المكارم في لحم ولا عصب
فهل نسلك طريقهم ولو في أوقات فراغنا ؟
دعونا نشجع بعضنا بعضا .... وشكر الله لكم